شوقي مسلماني – سدني

ذهابٌ آخر
وإيابٌ آخر.
**
جميعُهم نظرٌ أبعد
قائمون على خدمة تائه واسترضائه
بعضهم صار مروحة مخفِّفاً من سطوة الحرّ
بعضهم صار خزانة تحفظ أشياءَه
بعضهم صارَ نقوشاً تُذكِّرُ أنّ الحياة فنّ
والذي يُفسِح للمرور، للطيور
للسماء الزرقاءِ الثمينة
والذي صار هاتفاً لئلاّ تقتله العزلة
والذي صار سريراً يسهر لراحتِه
من إنكسارِ ظهرِه.
..
يكذب
من يقول
أين بلغ الجرح؟.
..
من يتّكىء
إلى خريطةٍ مثقوبة
سيقع من الثقب.
..
كأنّما ليقع الآخر
في فخّ الحيرة أيضاً.
..
محاولةٌ بالعضّ
أدواتُ إنتاجٍ محطّمة
المشهدُ غيره في كلِّ حقبة
والكسور كثيرة بعدُ
في رأسِ الدم.
..
كلُّ ما يلجأ إلى مغارةِ قلبِه
وكلٌّ، بعدُ، وكثيراً، في غربتِه.
..
من يصرّ على خريطة مثقوبة
سيضلّ أكثر إلى الثقبِ الأسود.
..
لا صيد
أسهل من
صيدِ الكسالى.
..
الدرسُ لا ينتهي
وكم سنحتاج للحظّ
الحظُّ السيّىء ثلثاه الإهمال
والمجنون يقول أنّه العاقل.
..
ما أكثر الدوائر
وما أقلّ الرؤوس.
..
لم يولد، بعدُ، من قضى ورجع
ليخبرنا بكلّ هذه التفاصيل المملّة.
..
الوقوف
على قدمين:
يحتاج إلى رأس.
..
المتردِّد
ينتظر خلفَ الأبواب.
..
لا يعلم المعوجَّ فيهِ
من يجهل حقيقةَ ذاتِهِ.
..
لا يُسرُّ المشعوِذ
مثل التشكيك بالعِلم.
..
باردٌ كالثلج
عاقلٌ وحكيم.
..
“الإله “لسان”
الإله «يهوه» والإله «بلال»
وهبَ الإله لسان سكّانَ الأرض لغة
ليتفاهموا بها
وعلِمَ الإله يهوه
واستاءَ من أبعاد وحدةِ اللّغة بين الناس
من إمكان إكتسابهم لقدرات هائلة
جرّاء هذه الوحدة
واعتقاداً راسخاً أنّ طريقَ التفاهم بين الناس
كما تقول الأسطورة العربيّة
ستجرّ إلى كثير تعاون وتناغم وتكاتف وتكافل
وكنتيجة قد ينادون بإستقلالهم عن سطوتِهِ عليهم
انطلقَ قاصداً الإله بلال ـ إله البلبلة
مستغلاً تناقضه مع الإله لسان
وحرَّضه عليه، فبلبل ألسنةَ الناس
وهم من كلِّ جنس ولون
ولكن بعد صراع مرير مع الإله لسان
نتجَ عنه ضعف الإلهين..
وساد يهوه عليهما، كما ساد على الناس
بمقدار ما تفرّقوا».
..
الأرضُ تدور
والمغزلُ يدور.
..
وقال عالِمٌ جليل أنّه
بإكتشافاته، إنّما ليعرف كيف يعمل
عقلُ إلهه
لم يعثر عليه في السماء
وأكّد لذاتِه أنّه موجودٌ في رأسه
ولكن في أيّة خليّة؟
اخترع خوذة الكترونيّة وسمّاها
“خوذة الله”
لمعرفة الخليّة المعنيّة
لمعرفة تركيبها الكيميائي
وآليّة عملِها الفيزيائي!.
..
سيأتي يومٌ
وستؤخذ منك عيّنات
فأنتَ الآن، قُلْ مثلاً، مقدّس
وكم من مقدّس ذبُلَ أخيراً أو جفّ
بعد أن ذبلتْ أو جفّتْ حكايتُه
وانتهى إلى متحف
ومن العيّنات سنعرف ما إذا الوفاة
طبيعيّة كانت أم بالسمّ؟.
..
الكسوف والخسوف
أخيراً إلى مظاهر فِرجة.
..
لا أحوج
إلى طبيب نفس
مِن مطمئنّ.
..
الناس!
ليسوا حجارة
وفي أحيان
هم.
..
يريد منّا
أن نصبَّ جامَ غضبنا
على الذين كانوا يقتلون
دزّينةً من مدنيّيه
إنتقاماً لمقتل كلّ نازي
لستُ بحاجة إلى من يحثُّني لأستنكر
أنا يُقتَلُ منّي مئة مدني لا دزّينة
إنتقاماً لمقتل كلّ نازيّ جديد.
..
هذا الإنفجار
خارجَ إرادةِ الناس
إنّه نتاجُ يأسِهم.
..
“بلا قيمة
كلُّ قلم لا يعبِّر
عن الألم».
..
المرء
بمعرفة حقيقة مشاعره.
..
طريقٌ لكلِّ رأس
أم رأسٌ لكلِّ طريق؟.
..
أحدٌ
لم يغادر
طريقَ الكرز
لا يهبونَ قلوبَهم عبثاً
ومتصالحون دائماً
مع الحبّ؟.
..
كنائس، جوامع، صوامع
مكرِّزون ومتعبِّدون يتنقّلون بينها
بوجوه لوّحتْها النزهاتُ والشواطئُ
والمصايفُ الجبليّة
وهذا شرطٌ من الشروط.
..
المنتجون ـ
صنّائعيّون، مزارعون ـ
“كومبارس” ـ
والمؤمن يعتقد راسخاً أنّ الله يرى
وتوارثَ الأبناءُ عن الآباءِ ما لا يُحصى
من الألمِ والعبث.
..
قبولٌ قبلَ الإعتياد
أم إعتيادٌ قبلَ القبول؟.
..
الوقائعُ ثابتةٌ
والسمُّ لا يترك حيّزاً.
..
تمساح
ينمو على الهامش.
..
أنيابُ الخصخصة
تمزّقُ في دولة الرفاه.
..
يا هذه الصخرة
إنّي أقصُّ هذه الرقصة.
..
أُروِّضُني عقوداً
ولا أزال أحبّ وأكره؟!.
..
يقول
ولكنَّ شرطَه
أن لا يقول.
..
ما ارتفع صوت
إلاّ شبهة جاهليّة.
..
ميْت
في كلِّ غائب.
..
ذاهلة
حواسُّ الميْت.
..
كلّما ماتَ طفلٌ فينا
كلّما اتّسعتْ صحراء.
..
الإدراكُ المتأخِّر
كثيراً في الهاوية.
..
“للسفينةِ ربّان
ولكنّها تمخرُ البحرَ
من دون طاقم»؟.
..
“الله لا يستجيب
أم المسألة في أيدينا؟.
..
العقل!
لإدارة هذا العبث.