المهندس نقولا داوود – سدني

علق العصفور الصغير على عود الدبق ،
وفرح الأولاد بالصيد الثمين ،
العصفور يتأوه ويخاف،
والأهازيج من حوله ترتفع نبرة،

ويذبح العصفور بالأظافر  الغليظة،
والغريزة الجامحة،
لم اسمع في ذلك اليوم المشؤوم أصواتا مرتفعة لإنقاذ العصفور ..
كان عاديا ان يعذب العصفور ،
العصفور لا يستطيع الدفاع عن نفسه،  ولا يستطيع الهرب،
فيستسلم بعد الصراخ لمصيره المحتوم .

وشعبي المسكين هو ذلك العصفور،
نصبوا له الدبق بالتعاون الشرير بين الانتهازيين ،
والطامعين  والسياسيين الفاسدين ،
وهو يصرخ والأهازيج حوله من المستنفعين ترتفع نبرة

لكن صرخة الشعب وأنين الأرض مسموع عبر الأثير ..
مسموع من الدنيا ومن الله رب الكون .

ويل لكم أيها الاشرار الطامعون،
قتلتم العصفور في بلادي،  وسررتم لغياب  صوت العصافير،
وتقتلون شعبي كالعصافير  ،
إنسان بلادي على صورة الله،
انتم تقتلون من يشبه الله في بلادي.

هل ستتعاون الأيادي والأفكار الخيرة لفك العصفور عن عود الدبق؟
وهل من خيارات سوى بذل الجهد والتعب لتخليص العصفور ؟
هل ستنتصر إرادة الخير ؟
هل ستتكسر الأقفاص المحكمة الموروثة من الاستعمار والإقطاعية والمحسوبية؟
وهل  سيطير العصفور مجددا
نعم ، نعم ..

ستكبر الفكرة الجيدة،
فكرة الوطن الذي يكبر اخلاقيا وإنسانيا ليشمل الجوار  ،

وليس الوطن الذي يضيق باهله فيهاجرون، ويقسمون،
التعاون والتسامح الاجتماعي هو النموذج العالمي الذي يجب ان يعيش،
ولكن … بالأيدي الشريرة والأفكار  الساذجة، والغريزة  الجامحة قتل الوطن،
بالشره والأنانية والفكر النتن قتلوا الفكرة …والوطن ،
الوطن لن يموت ولو  اصيب،
ارجو ان يكون لكل إنسان  قسما من حلم النهوض من براثن الموت.

عصافير بلادي  ستطير ، وتغرد ،وتحلق،
ونهاية لبنان هو نهاية فكرة جميلة ،
هو نهاية صراع شريف وفكر متنور،
من هناك ، من أرضه اعتقدت ان النور قد شع،
من تلك الهضاب خرجت إرادات قوية،
والأهم من ذلك خرجت آمال التغيير،
لن تموت الفكرة ، كلا ، لن تموت .
في هذا الصباح على المقلب الثاني من الأرض،
احيي القوة الكامنة في شعبي،
احيي الفكر النهضوي الذي لم ولن يموت،
احيي من يرفضون الرتابة، ويعشقون المروءة والوطنية،
لكم الحياة يا ابناء الحياة،
لكم الفجر ، لكم النور ، لكم الاستمرارية.

وبالرغم من سوداوية المشهد ، وشظف العيش،
لكم مني كل الحب ، وصلابة الإرادة..
والعزم على إكمال الطريق ، الى السمو الذي نستحق..

الحرية لعصافير بلادي،
ولشعب بلادي المعذب،
وإكليل الغار لكل من يحاول تخليص العصافير من الأقفاص،، ومن يمد العون لاستمرارية انساننا بالعيش كريما

الكرامة التي أوجدها الله فينا  هي علة وجودنا ،
سلام للنفوس الحرة ،
ولكل من يحفظ كرامة شخص واحد في بلادي .