سميرة عباس التميمي
وقفتُ ذات يومٍ
والبحر أمامي
والمطر مبتهجٌ لشمس العصر
وأنا أتجول في أروقة روحي
دنا مني طائر النورس
مكفكفاً دمع عينيّ بجناحيه
فقلتُ له يا بحرُ
أنا كطائر النورس هذا
أزورك في النهار وفي الليل
فأجدك مرحباً بي
لاتمل لقائي
أريد أن أدفن أحزاني
في نسمات أمواجك
أتيتكُ أيها البحر
والدمعُ يملأ مقلتيّ
فأخشى أن ينضح بحرك بدمعي !
في أعماقي تسترخي هموم العالم
فإن إنحسرت أو تمددتُ
سأبقى ثريٌ بأرضي
يأتون إليّ من أقاصي الدنيا
فأبتهجي يا حسناء
بشمس الليل
أنا كرةٌ أرضية
أحوي الصحراء والأشجار في قاعي
كل صباحٍ ترقص كائناتي
حول نفسها
ترتفعُ طرباً
نحو ضياء الشمس
وأدغدغ مشاعر العشاق
بصوت أمواجي
فقلتُ للبحر
تستحوذني الموسيقى
وقد تعددت منابعها
ولا أصدق موسيقى
من نغمة قلبٍ فرحة
لديّ أمنياتٌ قد إنحسرت
خلف غيوم الحياة
وهذا ما أقلق رقادي وزاد من همي
أنا الحياة
باقياً حتى وإن إنحسرت أمواجي
تعصف بي الرياح
ولكني ثابتٌ
أغني أغنيتي بصمتٍ
أنا قطرةُ مطرٍ في سحابة
مئات العصافير تطير من أعماقي
والمراكب تصارع من أجل البقاء
رغم عصف الرياح
فهل أجلُ لغةٍ من لغة البقاء
لغتكَ بليغة يا بحرُ
وليلك الساحر يُداعبني
بصوته العذب
فتفاجئني الأمواج
بدفقة وعدٍ
ها قد إغتسلتُ من همومي
بنسماتك يا بحر
بإنتظار الفجر يبزغُ في حياتي
الفجر موجودٌ في روحكِ
وفي نقاء عينيكِ
ويديكِ
فقط إبحثي عن عمق الأشياء
أبحثي عن عشكِ بين الأغاني
حلقي كالطير
وابحثي
عن سمائك رغم الصعابِ
واهوال الحياة
أنتَ البوتقة يا بحرُ
وأنا العطرُ
أحمل أمنياتي بين جناحيّ نورس
نحو الشمس
واطير