بقلم ابراهيم الزعبي- سدني

لعل من أوجب واجبات المهتمين بالعمل الاجتماعي ورجال الدين في استراليا خلال المرحلة القادمة هو التركيز على حالات الطلاق وشرح الحلول التي تجنب الانسان المتزوج الطلاق وما ينتج عنه من كوارث ومآسي في اكثر الاحيان  خاصة وانه قد انيط بهم حل المشاكل الزوجية وتقديم النصائح والارشادات الدينية التي اوصت بها الشرائع السماوية للحفاظ على أواصر المودة والرحمة والسكينة .

ان العاملين الاجتماعيين لهم دور مهم يلعبونه في هذه الحالة وقبلهم رجال الدين في استراليا الذين انقسموا الى مجموعات جعلت من نفسها كيانات منفصلة عن بعضها وسمَّت نفسها باسماء مختلفة وخصصت جزءاً من اوقاتها لحل مسائل الخلافات الزوجية، ولكن بعد الطلاق او قبل وقوعه بقليل، وليس لتجنب الاسباب المؤدية اليه، وهم يهتمون فقط للاستفادة مادياً من قضايا عقود القران أو التفريق بين الزوجين بعد يمين الطلاق مما اعطاهم خبرة واسعة ولكنها معطلة مع الأسف تخوِّلهم ان هم استعملوها  على حل المشاكل الزوجية والأسَرية، ولكنهم للأسف لا يستعملون هذه الخبرة كما يجب وكما هو مطلوب منهم، بل يحتفظون بها للتندّر في جلساتهم الخاصة.

ان من واجب رجال الدين الآن، التركيز في خطبهم ودروسهم ولقاءاتهم على اهمية الزواج الناجح وضرورة الحفاظ على تماسك العلاقات الزوجية والأسرية وطرح الافكار الواعية والمدروسة لتجنب الطلاق قدر الإمكان ..

لقد اعجبني كثيرا ما قامت به دولة ماليزيا بالنسبة لهذا الموضوع، اذ انه لا يعقد فيها  قران للزوجين رسمياً الا بعد ان يشاركا بدورة تثقيفية مدتها ستة اسابيع قبل الزواج، يتعلمان فيها اصول الزواج والعلاقات الزوجية من جميع جوانبها، وبعد نجاحهما بالامتحان عقب الدورة ، يُسمح لهما بعقد القران وتسجيل الزواج .

ان خُطَب الجمعة الآن وكل الدروس والمحاضرات يجب ان تركز على هذا الموضوع تركيزا مكثفا مدروساً مبنياً على الاسس الشرعية والعلمية لعلنا بذلك نخفف ولو قليلا من هذه الازمة المستفحلة التي اصبحت أم الازمات الاجتماعية، فما من بيت وللأسف الا وفيه على الاقل حالة طلاق، واكثر المتضررين دائماً هم الاولاد الذين يُتْركون في معظم الاحيان لقمة سائغة في مجتمع غربي صعب .