بقلم هاني الترك OAM
اجرت لي المذيعة القديرة في راديو اس بي اس منال العاني مقابلة بمناسبة مرور ٧٠ عاماً على تتويج الملكة اليزابيث الثانية على العرش البريطاني وعلاقاتها بأستراليا.
وقلت: اولاً يجب ذكر انه بتاريخ ٦ فبراير شباط عام ١٩٥٢ توفى والدها الملك جورج السادس.. ومن شدة حزنها أرجأت الاحتفال الرسمي بتتويجها العرش البريطاني في شهر يونيو حزيران عام ١٩٥٢.
وهي ملكة محبوبة ومحترمة ويحبها الشعب البريطاني.. مثلما يحبها ويحترمها الشعب الأسترالي.. ويجمع البريطانيون على إبقاء الملكية البريطانية.. فان الملكة اليزابيث سليلة العائلة المالكة منذ حوالي ١٥٠٠ سنة.
وهي تحمل وداً خاصاً لأستراليا.. اذ قامت بزيارة استراليا عدة مرات.. أولها في شهر فبراير شباط عام ١٩٥٤.. وكانت اول زيارة يقوم بها ملك بريطاني الى استراليا.
وجاءت الملكة إليزابيث الى استراليا وافتتحت الاوبرا هاوس في سدني عام ١٩٧٣.. مع الممثل سليل بينلوك واسمه بين بلاك نلي.. من المعروف تاريخياً ان بينلوك كان همزة الوصل بين المستوطنين البريطانيين والابروجنيين منذ تاريخ المستوطنة الأولى لسدني كوف.. وبينلوك هو اول ابروجيني يخرج من استراليا الى بريطانيا حيث التقى بالملك جورج.
وعام ١٩٩٢ حضرت الملكة اليزابيث الى استراليا.. والتقت مع السياسيين الاستراليين والشعب الأسترالي.. وكان بول كيتنغ رئيس الوزراء الأسبق قد خرق البروتكول الملكي.. ووضع يديه حول ظهر الملكة.. ومن المعروف انه ممنوع ان يلمس أي شخص الملك او الملكة.. لذلك أطلق البريطانيون على كيتنغ من باب الهزل بانه سحلية استراليا.. مع انه وضع يديه للترحيب بها بدافع السير وراءها أي حركة بريئة.
وعام ٢٠٠٠جاءت الملكة اليزابيث الى استراليا بعد فشل الاستفتاء الشعبي بتحول استراليا الى النظام الجمهوري.. وقالت وقتها الملكة انها تحب وتحترم الشعب الأسترالي.
واخر زيارة لأستراليا للملكة كانت عام ٢٠١١.. وقالت انها تحب استراليا وشعبها.
السؤال هنا لماذا يجب ان تصبح استراليا جمهورية؟
يجب ان تتحول استراليا الى جمهورية بعد رحيل الملكة اليزابيث عن العرش البريطاني.. هكذا يرى حتى المؤيدين للنظام الملكي من كل الأحزاب الرئيسية.. فان الأمير تشارلز وهو ولي العهد وسوف يصبح ملك بريطانيا بطريقة تلقائية حينما ترحل الملكة اليزابيث.. وهو قال انه يجب ان تتحول استراليا الى جمهورية.
نشر استطلاع للرأي حديثاً قال فيه معظم الاستراليين انهم يؤيدون تحول استراليا الى جمهورية حينما ترحل الملكة اليزابيث.. وذلك للأسباب التالية:
تغيرت تركيبة المجتمع الأسترالي.. ومعظم المواطنين ليسوا من أصول بريطانية.
استراليا تابعة لبريطانيا حيث رأس الدولة الأسترالية هو الملكة اليزابيث.. والحاكم العام هو ممثل الملكة اليزابيث بدور فخري.
ولكن لا يمكن للبرلمان البريطاني سن قوانين استراليا.. ولا يكمن الإشارة الى ان بريطانيا هي البلد الام.. فهناك حتمية تحول استراليا الى النظام الجمهوري.. وفك الارتباط التاريخي بين بريطانيا وأستراليا.
الغت استراليا حق الاستئناف من المحاكم العليا للولايات والمحكمة العليا الأسترالية الى المحكمة العليا البريطانية.
أصبحت ملامح شخصية وعناصر ثقافة استراليا متميزة وتختلف عن الهوية البريطانية.
القسم عند الحصول على الجنسية الأسترالية أصبح لأستراليا وليس للملكة كما كان في الماضي.
قام رئيس الوزراء الأسبق كوف ويتلم بالتغيير بإزالة الإشارة الى المملكة المتحدة في الكثير من المحاضر الأسترالية الرسمية. فحينما وقعت الازمة الدستورية في استراليا عام ١٩٧٥.. حيث طرد الحاكم العام سير جون كير حكومة ويتلم المنتخبة ديمقراطياً لم تحسن الملكة تقرير ما الذي يجب فعله دستورياً.. فهي بعيدة في لندن وليست على معرفة.
عام ٢٠٠٠ فشل الاستفتاء الشعبي التي بادرت اليه حركة الجمهورية الأسترالية.. وهي حركة من جميع الأحزاب وشرائح الشعب.. أي غير حزبية حتى ان الرئيس السابق مالكولم تيرنبل كان أحد المؤيدين لتحول استراليا الى جمهورية.. وكان ضمن حركة جمهورية أسترالية. وقد اجرى الاستفتاء لسببين رئيسيين:
أولهما ان الأغلبية من الشعب الأسترالي يريدون الملكة اليزابيت بان تبقى رأس الدولة الأسترالية الى حين رحيلها عن العرش.
والثاني ان الجمهورين لم يتفقوا على طريقة الاختيار لرئيس الجمهورية.
وانا أرى انه يجب انتخاب رئيس الجمهورية من قبل الشعب.. وتتحدد صلاحياته مثل الحاكم العام.. ولا يترأس السلطة التنفيذية أي الحكومة.. مثل الولايات المتحدة.. مما يتطلب تغيير بنود قليلة في الدستور الأسترالي.
فيجب تعديل الدستور الفدرالي وإزالة اول فقرة فيه التي تقول ان استراليا تابعة للملكية البريطانية.. وتعديل الدستور يتطلب موافقة الأغلبية من الشعب أي بموافقة اربع ولايات على الأقل من اصل ست.
فان حتمية تحول أستراليا الى جمهورية مؤكد لما بعد رحيل الملكة اليزابيث.