منذ أكثر من شهرين والحديث في طرابلس والجوار يتنامى عن اختفاء شباب في مقتبل العمر من بيوتهم دون معرفة الأسباب ليتّضح بعد أيام، عبر اتّصالات هاتفية يجرونها بذويهم، أنّهم غادروا طوعاً جماعات أو أفراداً ليلتحقوا بتنظيم «داعش»، سعياً وراء الكسب المادي الذي يفتقدون مثيلاً له في وطنهم، سيّما وأنّ الراتب الشهري يزيد عن الألفَي دولار، في وقت كانوا فيه إمّا عاطلين من العمل أو بالكاد يقبضون ما يطعمهم خبزهم اليومي لا أكثر، وفق تعبير أحد أبناء عشيرة سيف في وادي النحلة في البداوي، التي قضى أربعة من شبابها في العراق.
ويحمّل الأهالي «الدولة والأجهزة الأمنية المسؤولية كاملة عن هرب أولادهم والتحاقهم بـ(داعش)»، ويقولون: «لو تيسّر لأولادنا ظروفاً اجتماعية ومعيشية أفضل لما كانوا هربوا من واقعهم المرير».
ويضيفون: «لو استمع المسؤولون على اختلافهم لصرختنا لما كانت وصلت الأمور إلى هنا، ولو تحرّت الاجهزة الامنية عن المسهّلين والمتّصلين بأولادنا لحضّهم على الالتحاق بـ(داعش)، لكانت قطعت على الجميع الطريق».
ويتابع الأهالي: «أولادنا ليسوا إرهابيين ولا يهوَون القتل والتنكيل ولا هم خارجون على القانون، لكن العوَز والفقر والجوع ووجود من يغرّر بهم دفعهم إلى السعي وراء لقمة العيش بشتى الطرق».
ولا يخفي الأهالي عتبهم على دار الفتوى والمشايخ وأئمة الجوامع «لعدم تحريمهم الالتحاق بـ(داعش)، وعدم توعية الشباب على ما يقومون به».
ويقول أحد أبناء عشيرة: «هناك أمور غريبة وغير مفهومة… الأجهزة الأمنية، ومن خلال الامن الاستباقي، لماذا لا تلقي القبض على من يلعب بعقول الشبان… من يخطط وينفذ ويدفع الأموال؟ ومن يفتح الطريق في سوريا وصولاً إلى عمق العراق؟ لا إجابات رسمية».