أنطوان القزي
خير إن شاء لله، لماذا عادت طفرة “داعش” في الأيام القليلة الماضية بالتوازي في العراق وسوريا ولبنان، وهل هناك مشهد آخر من السيناريو حان وقت عرضه؟ّ!
“ماما أنا في العراق”.. كلمات قالها الشاب، أسامة عوض، بعد حوالي شهر من اختفائه من مدينته طرابلس، لتصعق والدته بكيفية وصوله إلى هناك، بعدما غادر لبنان مع عدد من الشبان، للانضمام إلى تنظيم “داعش” كما يتم التداول.
قبل أشهر بدأت حالة اختفاء عدد من شبان طرابلس تظهر إلى العلن، أغلبيتهم ما دون العشرين سنة، لتتلقى بعدها عائلاتهم اتصالاً منهم يطلعونهم من خلاله أنهم في العراق، وقبل أيام وصل خبر مقتل الشابين أحمد الكيالي وزكريا العدل هناك، وقالت والدة أسامة: “منذ ذلك الحين وأنا في حالة انهيار، فلا أعلم إن كان ابني لا يزال على قيد الحياة من عدمه”.
في الأيام القليلة الماضية ، تراكمت الأرقام باطّراد عن هؤلاء “المختفين”، فمنهم من قال إن العدد أكثر من 100 شابّ، فيما تحدّث آخرون عن بضعة شبّان فقط استُدرجوا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث استغلّ التنظيم الأزمة الاقتصادية وانتشار البطالة والمخدّرات في الأحياء الفقيرة بمدينة طرابلس ليعمل على استقطاب الشبّان تحت غطاء العقيدة وإغراء الأموال.
في المقابل كثرت المطالبات السياسية للقوى الأمنية والرسمية بإطلاع اللبنانيين وأهل طرابلس على حقيقة ما يجري بالفعل، وإن كان الأمر حقيقياً أم يجري تضخيمه، إذ ما تكاد تخبو موجة أخبار عن شبّان أصبحوا في العراق حتى تنطلق موجة أخرى.
لماذا عادوا يخيفون اللبنانيين ب”داعش”..هل لأن “الفزع بينسّي الوجع”؟ وكأنه كان ينقص اللبنانيين صاعقاً جديداً يكهربهم؟!.
في شهر تموز الماضي، حذرت الأمم المتحدة في تقرير من أن تهديد الجماعات الإرهابية مثل داعش والقاعدة آخذ في التوسع والانتشار في العديد من مناطق العالم، وأشار التقرير الذي قدمه إلى مجلس الأمن فريق المراقبة التابع للأمم المتحدة، المكلف بتتبع التهديدات الإرهابية في جميع أنحاء العالم، من أن تلك الجماعات الأصولية تشكل تهديداً متزايداً في معظم أنحاء أفريقيا وسوريا والعراق وأفغانستان.
في سوريا، قتل 23 عنصراً من القوات الأمنية الكردية و40 من تنظيم “داعش”، و5 مدنيين، وفق ما ذكر المرصد السوري، في اشتباكات مستمرة منذ مساء الخميس داخل وخارج سجن غويران في مدينة الحسكة شمال شرقي سوريا، فيما ذكرت قوات سوريا الديمقراطية “قسد” أنها أعادت اعتقال 89 سجيناً في محيط السجن، بعد أن حاولوا الفرار.
وفي العراق ، قتل 11 جندياً عراقياً في هجوم استهدف مقراً للجيش العراقي، ونسب لتنظيم “داعش” فجر يوم الجمعة، في محافظة ديالى الواقعة شمال شرقي بغداد، كما ذكر مسؤول عسكري في ديالى، في أحد أكثر الهجمات دمويةً منذ أسابيع.
وأعلنت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورنس بارلي أن حاملة الطائرات الفرنسية “شارل ديغول” ستعود إلى البحر الأبيض المتوسط الشهر المقبل للمشاركة خصوصاً في مكافحة تنظيم “داعش” الإرهابي.
لله يستر؟!.