كلمة رئيس التحرير/ أنطوان القزي
بعد إغلاق الصفحة الأخيرة من “التلغراف” هذا العام، رأينا أن
ليست كلُّ الشموسِ تشرق بالدفء والضوء، وليست كلّ الصباحاتِ قادرةٌ على هزيمة العتمة.
قانون الطبيعةِ هذا، غابَ من زمان عن لبنان والشرق الأوسط.
فوطنُ الأرز فقدَ كلً ألقابه، من سويسرا الشرق الى جامعة الشرق الى مستشفى الشرق ثم مصرف العرب ومصيَفهم.
ونتيجة الأنانية وضعف الروح الوطنية والولاء للخارج ، إحتلّت الظلمة الأمكنة، واستشرى الفساد، وهُجر الأطبّاء والأساتذة، وأقفلت مستشفيات ومدارس وطارت أموال المودعين وبات قوس العدالة خاضعاً لفائض القوّة واستعيد يوم 7 أيار 2008 بالخميس الأسود في الطيونة في 14 تشرين الأول 2021.
كذلك أصيبت شمس العالم العربي بخسوف، إذ أشرق نصفها الآخر على دولٍ عربية اختارت التطبيع مع إسرائيل، من الإمارات الى البحرين فقطر وعُمان بعد الأردن ومصر والسودان، إلى الزيارات المتبادلة مع المغرب وتونس.
وفي العراق، حاولت الديموقراطية أن تطلّ برأسها والخروج من الإرتهان عبر الإنتخابات النيابية، لكن المتربّصين شرَّاً ببلاد ما بين النهرين سيّروا التظاهرات وحاولوا اغتيال مصطفى الكاظمي ومعه اغتيال الأمل لدى العراقيين.
أما السودان فعاد الى الشارع مع توالي الإنقلابات والفوضى.
وفي دول المغرب العربي توتّر ملحوظ بين المغرب والجزائر وزلزال سياسي في تونس مع حل مجلس النواب وتعيين نجلاء بودن في 29 أيلول سبتمبر أول إمرأة عربية رئيسة لمجلس الوزراء.
وبفيت ليبيا ساحة الصراعات العشائرية في الداخل والتجاذبات الدولية في الخارج.
وفي 29 آب أغسطس أنهى الأميركيون انسحابهم من أفغانستان لتشرق شمس طالبان على حرية مسلوبة من النساء ومنع الموسيقى وعلى ضربات “داعش” التي بدأت تذرّ بقرنيها.
وفي أستراليا، كان الإغلاق سِمة العام المنصرم بسبب جائجة كورونا خاصة في ملبورن التي سجّلت أطول إغلاق في العالم.
وحصلت برزبن على امتياز إقامة الألعاب الأولمبية لسنة 2032 .
وأثارت صفقة الغواصات الفرنسية التي ألغتها أستراليا أزمة ديبلوماسية مع فرنسا مع إعلان اتفاق “أوكوس” بين أستراليا والولايات المتحدة وبريطانيا في 15 أيلول سبتمبر الماضي.
وفي أول تشرين الأول استقالت رئيسة حكومة نيوساوث ويلز على وقع المنح التي أعطتها لمؤسسات في مقعد واغا واغا.
وفي شهر نشرين الثاني نوفمبر، تعرّصت مناطق في كوينزلاند ونيوساوث ويلز وفيكتوريا للفيضانات.
وتعرّض في العام المنصرم 15 أستراليا لاعتداءات من سمك القرش وقُتل ثلاثة منهم.
وفي ما يتعلّق بالجالية، أطلقت أستراليا في 31 كانون الثاني “يوم التسامح الوطني” الذي يحتفل به سنوياً في ذكرى وفاة أطفال حادثة دهس أوتلاند:
أنتوني (13 عاما) وأنجلينا (12 عاما) و سيينا (9 أعوام) عبدالله وفيرونيك صقر (11 عاما).
وفي 12 أيلول فُقد الطفل أنطوني الفلك في منطقة الهانتر فالي وعُثر عليه بعد ثلاثة أيام.
وختاماً لا يمكننا أن ننهي هذه الكلمة دون توجيه تحية الى أنجيلا ميركل التي غادرت المستشارية الألمانية في أيلول بعد 16 عاماُ أدارت خلالها الأزمات في أوروبا والعالم وواجهت دونالد ترامب وأنقذت اليونان من الإفلاس واستقبلت أكثر من مليون لاجيء من سوريا والعراق.
وعلى أمل أن تشرق شمس النور والعدالة في بلادنا.. كل عام وأنتم بخير.