لا يهمني ما قاله جورج قرداحي عن الحرب العبثية التي تقودها السعودية ضد الحوثيين، ولستّ مهتماً بماذا يقول مؤيّدو قرداحي وخصومه وقد تجاوز عددهم عدد نجوم السماء، بل ما توقّفت عند ما قاله قرداحي في مديح بشارالأسد وهوما لم يقله مالك في الخمرة :هو قائد الأمّة الحقيقي، هو بطل الممانعة والصمود، هو يتعرّض لحملة ظالمة من أشقائه وهو المحافظ على مجد العروبة، والى وإلى وإلى أن خسر رابح المليون معظم المعجبين به.
لن أسأل جورج قرداحي من أين لحم أكتافه ولا مصدر قروته ولا فضل شاشات الخليج عليه لأنني تركت ذلك للمتسائلين الآخرين وما أكثرهم.
بل أسأله : هل يعرف أعداد السوريين في الأردن ولبنان وتركيا والمانيا والدانمارك وفرنسا وسائر دول الإتحاد الأوروبي، وهل يعرف كم هي المدن والقرى التي دمّرتها براميل بارود النطام الأسدي، وهل يعرف عدد الضحايا والجرحى والمعاقين في سوريا.
أهنّئ جورج قرداحي لأنه برع في دور الممثّل وأخفى هواه “الأسدي”، وعندما جفّ ضرع البقرات الخليجية التي أغدقت عليه بالحليب، كشف القناع عن وجهه ليظهر وجه الثعلب الحقيقي!.
لا أخفيكم أنني كنت من المعجبين بجورج قرداحي الإعلامي الجالس خلف الشاشة وهو يصلح الناس وينصحهم ويرشدهم ، وكم كبر قلبي بتعيينه وزيراً للإعلام، وبقدر ما كان إعجابي به كبيراً، كذلك كانت صدمتي عندما قفز القرداحي خارج الشاشة داعياً بالكسرللأيدي التي كانت لسنوات في فمه.
اذا غادر قرداحي الشاشات السعودية، فهل ينسى المئتي ألف لبناني فيها الذين يرسلون 150 مليون دولار الى أهلهم في لبنان؟، وكذلك لبنانيو الإمارات والبحرين وقطر والكويت وأن اختلفت الأرقام.
هل فرح وهو يسمع أمس الأول صراخ مزارعي القمح في البقاع ومزارعي التفاح في الجبل والشمال وقد أصبحت بضاعتهم كاسدة؟ أم أنه سكر وهو يرى يوم الأحد صوره تتصدّر تظاهرات صنعاء وطهران.
كيف سيقود وزارة الإعلام الى الحقيقة وهو يزوّر الحقائق بشكل فاضح لأن أولياءه وعدوه بالوصول الى بعبدا بعد سبع سنوات!. كيف لا يزوّر الحقائق، وحفلة التزوير التلفزيونية التي أتى بها في آب الماضي أوصلته الى وزارة الإعلام مع درجة “برافو” مستحقّة!.
هل يذكر جورج قرداحي كم بلدة وقرية أعادت بناءها السعودية والكويت والامارات وقطرغداة حرب تموز في جنوب لبنان، أقول ذلك ليس دفاعاً عن هذه الدول بل أمانة للحقيقة!. أم أنّ مَن يسيل لعابه أمام مغريات السلطة ، تسيل ذاكرته أيضاً؟!.
هل علم جورج قرداحي أن جامعة الدول العربية بدأت تتحدث عن طرد لبنان من عضويتها؟ وهو يعلم ان اللبنانيين حموا اللغة العربية من التتريك وكانوا أوّل من طبع الحرف العربي، ليصبحوا اليوم علامة استفهام عربية لأن جورج قرداحي أدار بوصلتهم باتجاه “الفرسَنَة”.
لن نقول “غلطة الشاطر بألف”، لأنه ليس كذلك، فهو “مش شاطر أبداً”؟!.