بقلم: أ.د / عماد وليد شبلاق

رئيس الجمعية الأمريكية لمهندسي القيمية بأستراليا ونيوزيلندا

ونائب رئيس المنتدى الثقافي العربي الأسترالي

Edshublaq5@gmail.com

بدأ الدين (وقد ينطبق على أي منهم) غريبا وسيعود غريبا.. فطوبى للغرباء! فحقيقه الامر أن الاهتمام بأجندة أو مشروع « الدين الجديد « بدئت في التزايد بين الأوساط السياسية والاجتماعية بالإضافة إلى الاوسط اللاهوتية الدينية فبالرغم من كون اليهودية قد ظهرت أولا إلا أن أتباعها أو معتنقيها لم يتزايدوا بشكل كبير أو ملحوظ على مر السنين وربما أراد اليهود أنفسهم عدم التوسع بغرض الحفاظ على نقاء العرق والهوية وهم أدرى بذلك! أما المسيحية فقد انتشرت انتشارا كبيرا وسادت العالم بحكم سيطرة المال والاعمال ودعم الكنيسة بشقيها الكاثوليكي والبروتستانتي وخصوصا بعد العام 1924 حين سقط الثور الأبيض وأمسك الغرب بزمام الأمور، كل الأمور الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وأخيرا الوسائط الإعلامية وتقنيه الاتصالات والمعلومات.

زمره الشر اليوم أبت الا أن تزيد من طغيانها وتجبرها بتحديها لخالق هذه الأديان السماوية وكما فعل جدهم الأكبر حين أخرج جد البشرية كلها (عليه السلام) بأغرائه بتحقيق حلمه في شجره الخلد وملك لا يبلى! وكان ما كان حتى يومنا هذا.

هذه الزمرة (الملحدة) اليوم هي الأغلبية المخفية ذات القوة المهيمنة على جميع الأصعدة أصبحت تستهتر بجميع القيم والأخلاق التي جاء بها الأنبياء والرسل من « موسى « الى « عيسى» وأخير إلى « محمد» عليهم أفضل الصلاة والسلام وأصبحت تدعوا لدين أخر جديد يجمع كل هذه الأديان تحت مسمى « الدين الابراهيمي « نسبه الى النبي إبراهيم عليه السلام. جميع هذه الأديان أتت من مصدر واحد ولها رسالة واحده واضحة وصريحه وهي أعمار الأرض لا تدميرها والعيش بسلام وعدل ومحبه حتى يرث الأرض ومن عليها.  هذه الزمرة قد شوهت الصالحين من اليهود والنصارى والمسلمين وحرفت في كتبهم فعززت مفهوم الفوقية والأنانية عند بعض اليهود ( شعب الله المختار) وانهم هم الأفضل وباقي الأمم مجرد ( قوييم ) أو كائنات لا تستحق العيش ويكفي أن نرى ما آلت اليه هذه الهيمنة البغيضة حتى يومنا هذا وكذلك عملت على تشويه صوره الدين المسيحي و متبعيه من الحواريين والاحبار والرهبان النصارى وإتهمتهم   بالفحش والرذيلة  والشذوذ من اغتصاب للأطفال والقصر حتى انتهى بهم الامر اليوم  الى عدم  التردد على الكنائس ودور العبادة وأما الدين الثالث والأخير والذي أزعجهم  كثيرا بانتشاره (كالنار في الهشيم) لطغيانه على الأديان الأخرى وبالذات في دول الغرب من أوروبا وأمريكا فكان « الإرهاب « هو المصطلح اللصيق والمناسب للتقليل منه ومن أنصاره ومتبعيه والعمل على تحجيمه ومحاربته سرا وعلنا  ولا يخفى على أحد ما نراه اليوم من حملات شرسة وعلى جميع الأصعدة فرادا ومنظمات ودول إرضاء لرغبه المفسدين والحاقدين من تلك الشرذمة.   

التكتيك المستخدم هذه المرة والذي تم له الاعداد الجيد من قبل كبار الفلاسفة والمفكرين العالميين ظاهره التسامح والمحبة والاخاء (مثلما هو موجود في محافل البناؤون الاحرار) وباطنه كما هو مخطط له من إبعاد الشعوب عن كل ما يمت للأخلاق والقيم بصله ولكل الاديان وعاده ما يكون البدء بعلية القوم من رؤساء ووزراء ومتنفذين من رجال السياسة والاعمال والمال ومن ثم يتبعهم من يتبعهم من القطيع.

أمور الخير والشر بدأت منذ الخليقة وكان بالإمكان معاقبه المحرض الأكبر للفتنه هو وقبيله وفي وقت الاغواء وبكلمة واحدة ولكن هي حكمة ربانية أرادها صاحب الكون ليبتلي ويختبر المستخلفين في الأرض (من كل الديانات) وحتى موعد اليوم الموعود (أنهم إلى ربهم راجعون) فيخطئ من يخطئ ويتوب من يتوب ويفوز من يفوز فانتبهوا يا أولي الالباب ، والله المستعان.