توافقت روسيا وإيران على آلية للتهدئة في جنوب القوقاز، فيما جددت طهران حديثها بإيجابية عن محادثاتها مع الرياض.
وأجرى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، محادثات في موسكو أمس، شملت طيفاً واسعاً من الملفات الثنائية والإقليمية. وبدا التركيز واضحاً، خلال مؤتمر صحافي ختامي، على التوجه نحو تعزيز التعاون الثنائي، والعمل على “خريطة طريق” تمهّد لإبرام اتفاقية “تعاون استراتيجي” بين البلدين.
وأشار لافروف إلى الأزمة المتصاعدة بين إيران وأذربيجان في جنوب القوقاز، وقال إنها كانت محور بحث تفصيلي مع عبد اللهيان، كاشفاً عن آلية اقترحتها روسيا للتهدئة، تقوم على إطلاق حوار بصيغة “3+3″؛ أي بلدان جنوب القوقاز الثلاثة (جورجيا وأرمينيا وأذربيجان)، والبلدان المجاورة الثلاثة (روسيا وتركيا وإيران). وزاد أن هذه الصيغة تهدف لمعالجة كل المشكلات القائمة في المنطقة، مشيراً إلى أن الجانب الإيراني رحب بها، وأن موسكو تلقت إشارات إيجابية مماثلة من تركيا وأذربيجان، وزاد أن بلاده تنتظر موقفاً مماثلاً من جانب جورجيا.
أما عبد اللهيان فحذّر من أن “المنطقة لا تحتمل مزيداً من التصعيد والاستفزازات”، وقال إنه نقل إلى الجانب الروسي وجهات نظر طهران التي “لن تقبل بأي تحولات جيوسياسية في المنطقة، كما لن تقبل بتعزيز الحضور الإرهابي والصهيوني فيها”.
وجدد المسؤول الإيراني الحديث بإيجابية عن المحادثات مع الرياض، إذ قال إن بلاده “قدمت أفكارها ورؤيتها لتطبيع العلاقات، ونحن نقول دائماً للزملاء السعوديين إن لدينا استعداداً كاملاً، وكل شيء يعتمد على موقف الأطراف الأخرى”. وزاد أن “الحوار في المنطقة يسهم في تقليص مجالات التدخل الخارجي، وبناء علاقات حسن جوار”.