بقلم هديل صباح – سدني
حصون منيعة تهاوت عند أول اختبار، ومؤسسات لم تكن يوما تظن نفسها ضعيفة عند المواجهة المفاجئة، ولعل هول الصدمة كان أقوى ، أو ربما أتت نصال السهام من حيث لم يكن يتوقع بنو البشر أنها يا سادتي( كورونا ) حرب عالمية ليست ناعمة ، ولا دموية، ليست فيها اسلحة دمار شامل ، لكنها حرب شاملة ، لم تكن بدايتها بضغطة بندقية من جندي ، ولن تكون نهايتها برفع راية الاستسلام البيضاء ، كل التكهنات مفتوحة ولازالت،
لكنها كشفت عن أمور وقضايا ومعطيات في غاية الأهمية،، كشفت هذه الجائحة مقدرة الشعوب والأمم على مواجهة الازمات.
وكانت ( أستراليا ) واحدة من الأمم التي ابتليت وضربت بهذا الوباء وتلك الجائحة ، بدا الامر غريبا للجميع نعم ، لكنه لم يكن ( صادما ) لحكومة استراليا، فمنذ الايام الأولى تم وضع الخطط، ورسم المناهج، وتهيئة الاجواء، واستعداد الساحات للمواجهة، استراليا قارة ودولة ليست كبقية الدول، فيها تنوع انساني هو الأكبر لعله، فيها ثقافات وعادات واعراق مختلفه، لم تفرق الحكومة بين المواطنين تحت أي مسمى أو صفة ، كانت حريصة على حياة الانسان وضعت كل جهودها من أجل الخروج بأقل الخسائر، وظهر النظام الصحي الأسترالي على كامل استعداده للإنتصار بهذه المعركة ، لم يدخر ( الجيش الابيض ) في المؤسسات الصحية اي جهد من أجل انقاذ الانسان، لقد كان العالم يشاهد الأطباء والممرضين الاستراليين وهم ينامون وقوفا من شدة التعب والارهاق أو تحت الأسرة التي ينام فوقها المرضى ، أعطت الحكومة الاولوية لكل جهد يمكنه ان يخرج البلاد منتصرة، فبذلت الامكانيات والممكنات، لقد وصلت نسب الشفاء في شهور عديدة إلى درجات تجاوزت الثمانين بالمئة، ومع ذلك ظلت الحكومة تحث مؤسساتها على ديمومة الاستنفار وادامة نصر المعركة، أظهرت جائحة كورونا في استراليا مقدرة السلطات هنا على مواجهة الازمات من جانب ، وبينت مدى تفاعل المواطن مع كل النداءات والتوجيهات والتوصيات من جانب اخر، هذا التعاون المثمر والصحة العالية بين الطرفين( أنتج ) ظرفا جعل الاستراليين يفتحون الأبواب والشبابيك للهواء النقي قبل غيرهم من كل بلدان العالم ، وأعطى( السبق ) للحكومة الأسترالية بأنها من انجح الحكومات في مواجهة الازمات.
كورونا سوف تغادر لا محالة،، لكن استراليا سوف تسجل في تاريخها انها اكثر بلد نجح في مواجهتها وسحقها. عن “التلغراف”