بقلم: أ.د/عماد وليد شبلاق

رئيس المنظمة الأمريكية للهندسة القيمية في استراليا ونيوزيلندا

ونائب رئيس المنتدى الثقافي العربي الأسترالي

طالعنا الأخ الزميل المتميز الأستاذ / هاني الترك في زاويته الأسبوعية ? أستراليات (الجمعة ? 10/11/2021) في صحيفة التلغراف بمقال شيق وممتع عن الزواج من أسترالية! وحقيقة الامر أن الأستاذ الترك قد أوضح وبكثير من الأدلة والشواهد بأن الزوجة الأسترالية وربما الأوروبية مثلها صعبه المزاج وقد تفضل حريتها واستقلاليتها الذاتية في الحياة والعيش والانخراط في المجتمع بالطريقة التي تعودت عليها بغض النظر عن الأعراف والتقاليد الدولية من السمعة والشرف والعائلة وكلام الناس والخروج عن المألوف وكما هي في الحضارات الأخرى متعددة الثقافات والعرقيات في المجتمع الأسترالي الذي نعيش في اليوم.

أحببت اليوم أن أشارك زميلي والقراء بمثل في استعراض منهجيه (الهندسة القيمية) في تأكيد وتعزيز الموقف الذي اتخذه الزميل الترك ومن خلال تحليل نفس المعطيات التي استند عليها في تشخيصه للمشكلة ومن ثم حلها (وهي الشغل الشاغل لكثير من الشباب والشابات في مجتمعنا اليوم ذات التعددية الحضارية المختلطة وقد رأينا الكثير من الشباب الأسترالي من الأصول الاوروبية قد فضل الاقتران بزوجات أسيويات أثبتن اخلاصهن وتفانيهن في العشرة والديمومة في أسر كتب لها النجاح والاستقرار وعدم التفكك وضياع الاولاد.

منهجيه الهندسة القيمية:

ويمكن تعريف المنهجية بأنها أسلوب اداري ابداعي لحل المشكلات ومن خلال تحليل وظائف المشكلة وليست عناصرها و يقوم بذلك فريق عمل مشترك مختص للوصول الى التوازن الوظيفي بين الأداء والجودة والتكلفة لاي منتج او مشروع أو عمليات وقد عرفت المنهجية في العام 1947 في الولايات المتحدة وعلى يد المهندس لاري ما يلز من شركه (جي أي العملاقة) ويتم تطبيقها في اكثر من 45 دوله على مستوى العالم.

خطوات عمل المنهجية:

بناء على دليل وكتاب المعرفة التابع للمنظمة الأمريكية للهندسة القيمية SAVE-Int., (USA) لابد من اتباع خطوات التحليل الأتية لتشخيص وحل المشكلات (ومنها اختيار الزوجة المناسبة أكانت أسترالية أم عربيه!):

1- مرحله جمع المعلومات ويكمن ذلك في اختيار المعايير مثل الجمال والسن والتعليم وكذلك جنسيه الزوجة.

2- مرحله التحليل الوظيفي ويتم التركيز على معرفه الغرض والهدف والوظيفة من كل معيار مطروح حسب مؤشرات الأداء والجودة والتكلفة.

3- مرحله الابداع والتفكير الإيجابي في طرح الأفكار والبدائل لمعرفة جدية وامكانية تواجد المعايير في نفس الزوجة.

4- مرحله تقييم الأفكار وتطويرها وهنا يكون البحث والتفصيل في أصول المعلومة: الاهل والعائلة والدخل السنوي وتحليل الإيجابيات والسلبيات في كل زوجه واعطائها أو منحها الدرجة المطلوبة وهكذا.

5- مرحله التوصيات والعرض وبعد استكمال مرحل التحليل الوظيفي ومقارنه البدائل حسب وزن المعيار يمكن التوصية بتحديد الخيار المناسب بين عده اختيارات او بدائل (تفضيل زوجه عن أخرى).

طريقه اختيار الزوجة باستخدام منهجيه الهندسة القيمية (المصفوفة الوزنية):

الشكل المصاحب هو من أدوات المنهجية ويستخدم في التحليل وينقسم النموذج الى جزئين:

الأول: تحديد المعايير وذلك مثل الجمال والجاذبية والعمر والديانة وهكذا

الثاني: اختيار الزوجات وجنسياتها وذلك مثل الأسترالية والهندية والصينية والعربية وهكذا.

في جزء المعايير يتم التفاضل بينها بمقارنه كل معيار مع الذي فوقه أو تحته ويعطى درجه /علامة حسب الدليل الموجود في سلم الأفضلية والمكون من 1-4 مستويات فنجد هنا ان معيار (الديانة قد حاز على الأفضلية العليا وحقق الدرجة 19) والذي يحدد هذه الأفضلية هو فريق العمل المختص بالدراسة والتحليل وتحت اداره قائد الفريق مهندس القيمية المختص.

بعد ذلك يتم ربط المعيار (الجزء العلوي من النموذج) مع البدائل للزوجات وجنسياتها (الجزء السفلي من النموذج) ببعضها البعض واستخدام الكشاف أسفل النموذج والمكون من 5 مستويات (5 ممتاز ? 1 ضعيف) ويتم التحليل وتظهر نتيجة المصفوفة الوزنية لأثقل بديل في عمود النتائج كالتالي:

– الزوجة العربية وقد حصلت على اعلى نسبه أو ثقل وزني = 170

– الزوجة الأمريكية حلت في المركز الثاني بثقل وزني = 139

– الزوجة الصينية في المركز الثالث بثقل وزني = 127

– أما الأسترالية فقد جاءت في المركز الخامس بثقل وزني 113.

وختاما:

وان كنا قد أستخدمنا الطريقة او الأسلوب العلمي الممنهج في تحليل التحديات – تقنيه الهندسة القيمية -Value engineering   – وسواء في اختيار الزوجة، او السكن، أو الوظيفة أو ما شابه فتظل هناك استثناءات في أمزجه وعقائد الناس والبشر فقد تجد رجلا شديد الوسامة والبياض قد وقع في حب أو غرام شريكه لا تمت للجمال أو الجاذبية بصله والعكس صحيح وعندها نكون قد عجزنا عن تحديد المعيار الأنسب او الأكثر وزنا والذي جعل من هذا التوأم الروحي حدثا جميلا لا تفسير له الا عند حكيم العيون أو القلوب. والله المستعان.