دخلت إسرائيل، بقياداتها السياسية والأمنية، في حالة توتر شديد بسبب نجاح ستة أسرى فلسطينيين في عملية فرار مثيرة من سجن “الجلبوع”، الذي يعد أحدث السجون الإسرائيلية والمبني بطريقة ومواد تجعل الهروب منه مهمة مستحيلة.

واجتمع رئيس الوزراء، نفتالي بنيت، مع قادة الأجهزة الأمنية، وأعطى تعليمات صارمة للعثور على الأسرى بأي ثمن. وباشرت الأجهزة الأمنية التحقيق في كيفية نجاحهم في الهرب، مرجحة احتمال تلقيهم مساعدة قوية من خارج السجن، وربما أيضاً من بعض السجانين.

ورافقت عملية التحقيق روايات عديدة متناقضة من السجن، الذي شهد عملية تحصين في عام 2014 لدى إجهاض عملية هروب منه آنذاك.

وجاء في بيان مصلحة السجون أنه “عند البحث في الزنزانة، وجد المحققون الحفرة، ولم يُعرف على الفور كيف قام الأسرى بالحفر في الأرضية الخرسانية والمعدنية، بينما لا يُسمح حتى بإدخال ملاعق معدنية إلى الزنزانات”.

وقرر الجيش الإسرائيلي رفع حالة التأهب، التي بدأها بسبب الأعياد اليهودية، إلى حالة استنفار شامل، ونشر قواته على طول الحدود مع الأردن وقطاع غزة وسوريا ولبنان، حتى لا يتمكن الفارون من السجن من المغادرة إلى الخارج. وألغى جهاز المخابرات الداخلي “الشاباك” إجازات عيد رأس السنة اليهودية، وقام بتفعيل كوادره وعملائه للعثور على الأسرى الفارين.

ولم يكد الفلسطينيون يتلقفون خبر هروب الأسرى الستة، حتى عمت الأهازيج والأفراح المدن الفلسطينية التي وزّع فيها المبتهجون الحلوى مع ساعات الصباح الأولى. وكان المشهد جزءاً من مشهد احتفالي أكبر في مدينة جنين شمال الضفة التي يتحدر منها الأسرى الستة، وعلى رأسهم زكريا الزبيدي قائد كتائب ‭{‬شهداء الأقصى‭}‬ التابعة لحركة “فتح” وأحد رموز الانتفاضة الثانية.