في مصابها الأليم، وجّهت عائلة الزميل الراحل طوني سعد كلمة شكر وامتنان لم تستثنِ منها أحداً، بدءاً بالناس الطيبين والفاعليات على تنوعها والمؤسسات الحزبية والاجتماعية والجامعة الثقافية والجسم الإعلامي والثقافي والأدبي والأقرباء والأصدقاء وأبناء حردين، وجاءت على الشكل التالي:

لا نقول وداعاً الى الباقي أبداً في القلب والبال حكايةً حردينيةً لبنانيةً من هاك الجبل الأخضر الذي وشمه فقيدنا الغالي طوني في عروقه أرزاً ونضالاً وموقفاً وإنسانيةً، وصعاباً ومحناً كان دائماً يؤمن بان الشعب الأبي سينتصر عليها، ليستعيد ذاك الوطن المعذب لبنان الجمال والإيمان والانسان كما كان.

ولكن، امام فاجعتنا غير المنتظرة، ومع هذا الشلال الهادر من مواقف التضامن والعزاء التي غمرنا بها المجتمع اللبناني في اوستراليا ومن لبنان ومن وراء البحار، لا بد من توجيه كلمة شكر وامتنان الى كل الناس الطيبين، الى القيادات الروحية والاجتماعية والسياسية، الى الجامعة الثقافية، الى المؤسسات الحزبية والجمعيات والنوادي والروابط، الى الجسم الإعلامي والثقافي والأدبي، الى الشعراء والأصدقاء والأقرباء، وخاصة الى أبناء حردين الأقربين.

ما فاجأنا فعلاً ان الاتصالات التي شملت مسؤولين ومغتربين ومقيمين ومن الدياسبورا، جاءت من أناس لم نكن نعرفهم ولم نلتقِ بهم ولكنهم وجدوا في رحيل حبيب القلب طوني «خسارةً لبنانية» على حد تعبيرهم وعزائهم. وهذا الأمر إن دل على شيء فعلى ان ما زرعه طوني في مسيرته على هذه الفانية، حصدناه نحن وفاءً وعزاءً وإرثاً معنوياً سيبقى في وجدان أولاده وأحفاده ثروة لا تمحوها نيران الأزمان.

إني كزوجة طوني، وكشريكة حبه ورفيقة دربه والسهر على تنشئة الأولاد والأحفاد، أتوجه نيابة عن العائلة الموجوعة الى كل المعزين فرداً فرداً، لاؤكد على ان عاطفتكم النبيلة الصادقة أثرت في الأعماق وخففت من الآلام، إذ برهنت لنا ان من رفع للوطن وفاءً وللانسانية علماً وللأخلاقية مشعلاً، ستبقى ذكراه حية دائماً وأبداً.

وعلى أمل ان نكافىء الجميع بالمسرات، وان تبقى اوستراليا كما تمناها طوني بلد الانسانية والتعددية، وان يعود لبنان وطن الحرية والكرامة والانسان، أتقدم منكم جميعاً بالشكر والامتنان علّنا نكافئكم بالخير والفرح.

عن العائلة

زوجة الراحل طوني سعد

سوزان عاصي سعد