كشف تقرير صادر عن اللجنة الأسترالية لحقوق الإنسان أن غالبية المسلمين في أستراليا عانوا من بعض أشكال التمييز في حياتهم، ومع ذلك لا يزال الكثيرون يرون أن أستراليا بلد مضياف.
عندما هرب زاهر إدريس من نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا وهو في الخامسة من عمره، تخيل أن منزله الجديد سيكون موطناً لتكافؤ الفرص.
وقال: “هربنا من وضع صعب للغاية، لذلك كان من المهم بالنسبة لنا أن نأتي إلى مكان سيوفر لنا فرصة عادلة، النموذج الأسترالي للإنصاف”.
لكن كعائلة مسلمة، كان الاستقرار في أستراليا، خاصة بعد هجمات 11 سبتمبر أيلول الإرهابية في عام 2001، أمراً صعباً.
قال السيد إدريس: “بعد 11 سبتمبر تغيرت الأمور بالنسبة لي بشكل ملحوظ. تغيرت المواقف تجاه إيماني وهويتي في المجال العام، مما جعل من الصعب التفاعل بالطريقة نفسها التي كنت أتفاعل بها من قبل”.
“بصفتي شاباً بالغاً في ذلك الوقت، كافحت من أجل التوفيق بين هويتي كمسلم وكشخص طُلب منه شرح ما قام به بعض المجرمين الرهيبين في الجانب الآخر من العالم، وهو أمر لم نكن نراه سابقاً”.
وأظهر تقرير جديد صادر عن اللجنة الأسترالية لحقوق الإنسان أن زاهر ليس وحده.
فقد كشف تقرير “مشاركة تجارب المسلمين الأستراليين”، الذي صدر الأسبوع الماضي، أن 80% من المسلمين في أستراليا عانوا من التحيّز أو التمييز.
وقال نصف المسلمين الذين شملهم الاستطلاع الذي شارك فيه أكثر من 1,000 شخص حتى كانون الأول/ديسمبر 2019، إن التمييز حدث عند التعامل مع سلطات إنفاذ القانون، فيما قال 48% إنهم استُهدفوا في أماكن العمل أو عند البحث عن عمل، وقال 29% إنهم عانوا التمييز في مؤسسات تعليمية.
تأهل السيد إدريس للعمل كمحامٍ في سيدني، لكن مع تقدم حياته المهنية، قال إن تجاربه في التمييز استمرت.
خلال شهر رمضان، عندما قيل بأن فعالية خاصة بالموظفين في مكان عمل السيد إدريس قد تم نقل مكانها لأن بعض الأشخاص كانوا صائمين، قال إن أحد المدراء رد بالقول: “حقاً؟ كم واحد منهم يعمل هنا؟ ربما ينبغي علينا مراقبتهم”.
وأضاف زاهر: “هذه الأنواع من المواقف ليست غريبة. إنه أمر مؤسف ويجب علينا جميعا أن نشعر بالصدمة منها لكنها تصبح تلك القاعدة بالنسبة لجميع الذين يعيشون ويعملون في مجتمع راديكالي”.
قال زاهر إنه تلقى أيضاً تهديدات بالعنف الجسدي لكونه مسلماً وأنه كان في السابق يتم تشجيعه بعدم الإبلاغ عنها من قبل الشرطة، وهو أمر يأمل الآن أن يتغير
“كان الموقف العام أنه ربما يجب أن تتوقف عن التحدث علانية ضد الإسلاموفوبيا وقد لا تواجه الكراهية”.
تشجيع المسلمين على رفع الصوت
كما وجد تقرير اللجنة الأسترالية لحقوق الإنسان، الذي تضمن أيضاً محادثات مع أعضاء وقادة المجتمع المسلم في جميع أنحاء أستراليا، أن واحداً من كل أربعة مسلمين في أستراليا يخافون جداً من التحدث عندما يتعرضون هم أنفسهم أو أي شخص يعرفونه للتمييز.
ورغم المستويات العالية للتمييز التي تم الإبلاغ عنها في الاستطلاع، قال 63% من المشاركين إنهم يعتقدون أن أستراليا مجتمع مضياف.
قال ثلاثة من كل أربعة (74%) من المسلمين في أستراليا إنهم يشعرون بأنهم “أستراليون”.
عن “أس بي أس”