بقلم هاني الترك

By Hani Elturk OAM

إحصائية عالمية للأمم المتحدة تظهر أن عدد النساء في الدول المتقدمة يفوق عدد الرجال.. في حين أن عدد الرجال في الدول المتخلفة يفوق عدد النساء.. هناك أسباب قرأتها في كتاب رسالة الدكتوراه في إحدى الجامعات الأميركية تقول أن أهم سبب منها هو تحرر المرأة في الدول المتقدمة.

ومن الطبيعي أن الوضع ينطبق على استراليا، إذ أن عدد النساء فيها يفوق عدد الرجال بـ 187 ألف امرأة.. وفي تحليل ديموغرافي يشير إلى أن عدد النساء في المناطق الثرية في سيدني اعلى من عدد الرجال.. وكل مئة امرأة يواجهن 86 رجلاً.

في حين أنه في المناطق الغربية الفقيرة يزيد عدد الرجال على عدد النساء.. فكل مئة امرأة يواجهن 140 رجلاً في منطقة أوبرن.

وعموماً في المتوسط فإن كل مئة امرأة في سيدني يقابلها 98.5 رجلاً.

والسؤال: كيف ينعكس هذا على التعارف والتواعد والزواج بين رجل أعزب وامرأة عزباء في سيدني؟

تقول الإحصائيات الديموغرافية الاجتماعية أن ضمن أسباب صعوبة التعارف والزواج بين الجنسين هو التعليم الجامعي للمرأة في استراليا.. إذ أن نسبة خريجات الجامعات من النساء تعادل 60 في المئة من كل الخريجين من الجامعات.. مما يخلق الهوة التعليمية والثقافية بين الرجل والمرأة.. إذ ان المرأة المتعلمة تريد رجلاً متعلماً مثلها.

وفي الأحياء الثرية تبلغ نسبة النساء العازبات اللواتي يترددن على الملاهي والنوادي والمطاعم للتعرف على رجل هي 60 في المئة من المجموع الكلي للزبائن.

وفي المناطق الغربية من سيدني فإن نسبة كبيرة من الرجال هم من الحرفيين غير الجامعيين.. مما يتطلب من النساء الخريجات الجامعيات الاقتناع برجل حرفي وخصوصاً أن مرتباتهم أعلى من الخريجين الجامعيين.

إنها مشكلة فعلاً في تعرف ولقاء الرجل بالمرأة.

وهناك برامج تليفزيونية عديدة للتعارف.. ولكن يصعب فيها التوافق والحب بين المرأة والرجل.. ودخول القفص الذهبي.. مثل برنامج مزارع يبحث عن زوجة.. وبرنامج العازب.. وبرنامج الزواج من أول نظرة.

وبسبب مشكلة تعريف ولقاء الرجل بالمرأة جاءت وسائل الإعلام المقروء بحل سحري عملي وهو إخراج برنامج تلفزيوني شعبي موسع للتعارف بين الرجال والنساء.. لتعريف الرجال في المناطق الغربية على النساء في المناطق الشرقية.. ومن ثم الانتقال للعيش بين المناطق الغربية والشرقية.

فهل سينجح البرنامج في تعريف النساء والرجال للزواج؟.

فمن الصعب تعارف المرأة على الرجل ليقعا في شباك الحب تمهيداً لفتح بيت الزوجية.. مع أن الإنترنت يلعب دوراً في التعارف ولكنه خطر بسبب احتيال البعض.

ولذلك يظل التعارف الشخصي في تقاليدنا العربية هو الطريقة الأمثل.. وفترة الخطوبة هي فرصة لامتحان العواطف والتوافق.

وأنا عرّفت حوالي 11 رجلاً بنساء.. وكانت كلها ناجحة باستثناء واحدة.

الأكثر من هذا كنت تعرفت في جامعة نيو ساوث ويلز على صديق أنغلو ساكسوني عام 1972.. توطدت الصداقة بيننا إذ أنه يتعاطف مع قضيتنا الفلسطينية وتعجبه النساء العربيات.. اصطحبته إلى بلدي غزة وقدمته إلى فتاة هناك وتزوجا.. وكان زواجاً ناجحاً موفقاً.. حتى أصبحا أجداداً.

يرى صديقي أن المرأة الصالحة تلعب دوراً جوهرياً في إنجاح الزواج.. والمرأة العربية في نظرنا هي أفضل بكثير في الاستقرار في الزواج.. حيث إن نسبة الطلاق بين الاستراليين هي 51 في المئة من حالات الزواج.

صحيح أن الزواج الموفق يقوم على التكافؤ والحب.. إلا أن هناك عوامل عديدة تسهم في استقرار الزواج مثل العشرة وموازنة البيت وتربية الأطفال والحياة الاجتماعية التي تميز مجتمعنا العربي.. مما يعني أن المرأة العربية بصراحة أفضل بكثير من المرأة الاسترالية في الزواج.

على أي حال نتمنى النجاح لفكرة البرنامج التلفزيوني بتعريف والزواج بين النساء والرجال بين المناطق الشرقية لسيدني والمناطق الغربية.