لم أكن لأدخل على خط السجال بحق رئيسة حكومة الولاية غلاديس بيريجكليان واتهامها بالعنصرية لأنها قررت إرسال 100 عنصر من الشرطة الى مناطق غرب وجنوب غرب سدني لإجبار المواطنين على الإلتزام بالتدابير التي تحميهم من التعرّض للجائحة التي تسري كالنار في الهشيم في المناطق المذكورة.

ولم أكن لأضع النقاط على الحروف لولا استفحال حملة التجنّي هذه عبر مواقع التواصل الإجتماعي بهدف تضليل أبناء الجالية وصرف اهتمامهم من الحرب على الجائحة الى الحرب على رئيسة حكومتهم وبعض وزرائها والمسؤولين الطبيين لديها.

مشكلتنا في البعض أنهم يصرّون دائماً على التركيز على النصف الفارغ من الكوب ويهملون النف الملآن وهذا للأسف مرض مزمن أدمن عليه كثيرون في جاليتنا و” ما حدا يزعل”.

وبصفتي الإعلامية، من واجبي عرض بعض الحفائق التي عايشتها في الأسابيع الأخيرة، ليس دفاعاً عن أي مرجع حكومي بل لوضع الأمور في نصايها.

أولاً: نزول الشرطة الى الشوارع لتطبيق التدابير ليس جديداّ فقد رأيناه بقوّة في ملبورن وكذلك في الشواطئ الشمالية لسدني . اما القول ان اعداد الشرطة اليوم هي أكثر، فالسبب هو واضح، إذ أن الإلتزام في الشواطئ الشمالية كان شبه تام، أما من سار في مناطق غرب سدني في اليومين الأحيرين فرأى بعينيه أن الناس يتصرفون ” كأن لا كورونا ولا من يحزنون” ، فمعظمهم لا يضعون الكمامات ولا يراعون التباعد الإجتماعي ، والسيارات تقلّ 3 أو 4 أشخاص، وكل ذلك موثّق بالصوَر.

ثانياً: لأن “دلتا” التي تنتشر في غرب سدني نتنقل عبر الهواء وهي أخطر بكثير من الجائحة التي عانت منها المناطق الشمالية.

ثالثاُ: رأينا على الشاشات منذ أيام رجال الشرطة يجبرون السابحين على الخروح من الماء على شاطئ بونداي ويحررون بحقّهم غرامات ولم يتهم هؤلاء الحكومة بأنها عنصرية؟!.

وقبل ذلك رأينا حواجز للشرطة في مناطق بالم بيتش وآفالون ونيوبورت واعادة كل مخالف الى منزله، ولم نسمع أحداّ يتهم رئيسة الحكومة بالعنصرية؟!.

وأخيراً وليس آخراً ، لو كانت سلطات الولاية عنصرية بحقنا لتركتنا فريسة للكوفيد19  ولما اتخذت تدابير وقائية في مناطقنا ولما أرسلت لنا رجال الشرطة.

يا جماعة دعونا نحلّق ولو مرّة واحدة داخل السرب وليس خارجه، لأن المحروسة “دلتا” لا ترحمنا؟!.