أنطوان القزيرئيس تحريرالتلغراف“- سدني

ليست الثروة المادية مقياساّ لدى الأردنيين ، ولم تنل الظروف من تصميمهم على مواصلة التكاتف والتعاضد الوطنيَّين وتظهير قيمِهم السامية واحترام ملكهم الساعي دوماّ الى رفع شأنهم.

فالإحتفال الذي أقامته السفارة الأردنية في أستراليا يوم الأحد الماضي، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أردنية في أستراليا، كان خير دليل على أن الوحدة الأردنية تتجاوز تفاصيل كثيرة ينحني أمامها آخرون.

إنه عرس أردني بامتياز جمع عيد استقلال الأردن الخامس والسبعين والذكرى الثانية والعشرين لجلوس جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين على العرش، وعيد الثورة العربية الكبرى ويوم الجيش وكلّها تزامنت مع الإحتفال بمئوية تأسيس الدولة.

ولفتتنا في هذا الحفل عدّة عناوين:

أولاً: المبادرة اللافتة في إقامة الحفل في مدينة سدني التي تضمّ الكمّ الأكبر من المغترين الأردنيين.

ثانياّ : لم يتذرّع الأردنيون بظرف أو ضائقة ليلغوا الإحتفال بعيد استقلالهم، بل تحلقوا حول سفيرهم ومن خلاله حول ملكهم الذي يبادلهم دائماّ التحية والتقدير.

ثالثاّ : نقلت المشاهد التراثية والفولكلورية واللوحات الفنية الأردنية وعروض الأزياء، الحضور الى رحاب المملكة الهاشمية حيث التاريخ والبتراء والكرك وجرش والبحر الميت والمعالم  والكنوز التي لا تحصى.

رابعاّ: بدا تماسك الأردنيين واضحاً بكل أطيافهم وطوائفهم واصطفافهم الى جانب سفيرهم يتقبلون التهاني بعيدهم الوطني.

خامساّ:سجّلت السفارة الأردنية سابقة لافتة على أمل أن تحذو حذوها سفارات أخرى ، حيث قصدت هي رعاياها الأردنيين لتحتفل معهم  ولم تكلّفهم عناء الذهاب الى كانبرا وهذه خطوة تُحسب للسفير د. علي الكريشان.

ونحن كلبنانيين، شهادتنا مجروحة بحب الأردن والأردنيين منذ زمن المغفور لهما جلالة الملك حسين بن عبدالله والرئيس كميل شمعون وسلسلة المساعدات الأردنية العسكرية والانسانية والعينية منذ ذلك الوقت  وآخرها الأسبوع الماضي مع المبادرة الملكية الذهبية التي فاقت كل التوقعات، حيث  أمر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بإرسال طائرة خاصة الى بيروت لنقل الطفلة سهيلة الكسار ذات الثماني سنوات والتي أصيبت برصاصة طائشة في بلدة ببنين العكارية ومعرضة للشلل لعلاجها على نفقته في المملكة الأردنية الهاشمية كما زار الطفلة سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد في مدينة الحسين الطبية .

في الختام، لا يحتاج النشامى الأردنيون إلى ثروات كي يثبتوا أنهم أصحاب ريادة في عروبتهم ووطنيتهم ووحدتهم وتحلّقهم حول ملكهم، وهذا ما كان جلياً في حفل يوم الأحد الماضي في سدني.

فكل التحية اليهم والى السفير الكريشان  من كل ناطق بالضاد.