احيت «القوات اللبنانية» في سيدني – استراليا قداسا احتفاليا تراسه رئيس دير مار شربل الاب شربل عبود وعاونه لفيف من الرهبان، بحضور رئيس الرابطة المارونية جو مكاري، رئيس المؤسسة البطريركية للانماء الشامل سركيس ناصيف، رئيس التجمع المسيحي والي وهبة، الرئيس القاري للجامعة اللبنانية الثقافية في استراليا ميشال دويهي، منسق استراليا في «القوات» طوني عبيد، نائبه لوي فارس، واعضاء المنسقية ورئيس مركز سيدني شربل فخري ونائبه روبير عبود واعضاء المركز. وشارك في القداس ممثلون عن الاحزاب الآتية: الاحرار، التقدمي الاشتراكي، الكتائب، حركة الاستقلال والمردة، رئيس رابطة بشري بشارة كيروز، اضافة الى عدد من المؤسسات الخيرية والاجتماعية والاعلاميين وحشد من الجالية اللبنانية.

ورفعت الذبيحة الالهية عن انفس شهداء مرفأ بيروت، وشكر عبود في عظته  «القوات اللبنانية» على تنظيم هذا القداس للصلاة على راحة انفس ضحايا انفجار بيروت، معتبرا انه لا يمكننا عند تذكر هذه الفاجعة الا وان نغضب مما جرى ونشارك الغضب مع كل من تضرر من هذا الانفجار ومن خسر احباءه.

ولفت الى انه في الحرب يستشهد البعض دفاعا عن الوطن، وهذا امر معروف ولكن من غير المقبول ان يستشهد المئات ويصاب الآلاف وتتشرد العائلات بسبب اهمال المسؤولين لسنوات طويلة وترك مواد خطرة في مكان يجب الا توضع فيه. لذا شدد على ضرورة كشف حقيقة ما جرى ومن خزن هذه المواد ومن شارك في هذا الاهمال، دم الضحايا يجب الا يذهب سدا، مؤكدا ان كثرا هربوا من عدالة الارض الا انه ما من احد يمكنه ان يهرب من عدالة السماء.

وشدد عبود على ضرورة اعتماد لبنان سياسة الحياد وانعقاد مؤتمر دولي خاص بلبنان واللجوء الى الامم المتحدة التي لبنان كان مشاركا من خلال شارل مالك بتأسيسها، معتبرا انه مع عجز المسؤولين عن حل الازمات التي تزداد يوميا علينا اللجوء الى الامم المتحدة لخلاص الشعب اللبناني.

وتطرق الى مسألة حصر السلاح بيد الجيش اللبناني، لأن السلاح خارج يد الدولة يمنع المتمولين من الاستثمار في لبنان والازدهار الاقتصادي كما يؤثر على امن البلد، وبغيابهما للاسف يلجأ المواطن للهجرة ما يحصل اليوم. واشار الى انه لا يمكن سوى الانحناء امام تضحيات الجيش الذي يحافظ على لبنان وامنه رغم كل الصعوبات.

وختم بالتأكيد على اهمية المحاسبة  في ظل الفساد المستشري في لبنان والذي لا يواجه الا بمحاسبة مرتكبيه لتعاد الثقة بين الدولة والشعب.

وبعد القداس أشار منسق استراليا طوني عبيد  الى ان الصلاة رفعت لمن إستشهد ومن جرح ومن تضرر ماديا او معنوياً من انفجار مرفأ بيروت وأيضا للصلاة لأجل لبنان الحياة والازدهار والحرية كما جاء في نداء غبطة ابينا البطريرك.

واضاف: «كلما فكرنا بوصف ردة فعل الدولة اللبنانية على فاجعة انفجار مرفأ بيروت وما تأتى منه من مصائب، نشعر بالعجز. انفجار المرفأ دمّر نصف العاصمة بيروت، وهزّ العالم من دون ان يهزّ ضمائر المسؤولين اللبنانيين الذين يعتبرون انه عن طريق عامل الوقت والنسيان باستطاعتهم طمس هذه الجريمة والتغطية على مرتكبيها، الأمر الذي لن نسمح بتحقيقه.»

ولهذا، لفت عبيد الى ان تكتل «الجمهورية القوية» طالب رئيس الجمهورية ورئيس حكومة تصريف الأعمال بإرسال طلب فوري إلى الأمين العام للأمم المتحدة لتشكيل لجنة تقصي حقائق دولية تكشف ملابسات جريمة المرفأ وحقيقة ما جرى. وذكّر ان «القوات» أبت ان تدفع بهذا الاتجاه لذلك وقع نواب التكتل عريضة بهذا الخصوص سلمت الى نائبة المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان نجاة رشدي.

وفي وقت يعتبر البعض ان اللجوء إلى الأمم المتحدة يشكّل مساساً بالسيادة اللبنانية، أكد عبيد ان هذا ليس صحيحاً بل إن ما يشكّل فعلاً مساساً بالسيادة هو إدخال نيترات الأمونيوم من دون رادعٍ».

وتطرق الى مسألة المس بالاحتياطي الالزامي، مشددا على انه لا يحق لأي مسؤول في الدولة مهما علا شأنه، أن يفكر مجرد تفكير بإستعمال ما تبقى من مقتنيات المواطنين ومدخراتهم وجنى عمرهم، لذا اي مس بها ستعرض مرتكبيها للملاحقة القضائية. واعتبر انه عاجلا أم آجلا سيستعيد القضاء في لبنان عدله وعافيته وإستقلاليته وسيلاحق كل من تسول له نفسه مد اليد إلى ما تبقى من مقتنيات الناس.

وذكّر ان تكتل «الجمهورية القوية» سبق وتقدم منذ شهرين بإقتراح قانون معجل مكرر يرمي إلى منع المس بالإحتياطي الإلزامي، مطالبا هيئة مكتب مجلس النواب بإدراجه على جدول أعمال الجلسة الأولى للهيئة العامة كي تقترن المطالبة السياسية بالنص القانوني المانع والواضح.

وبالحديث عن الحياد، لفت عبيد الى ان فكرة الحياد تعود بتعابير مختلفةٍ في خُطَب رؤساءِ الجُمهوريَّة وفي البيانات الوزاريَّة وفي كلِّ بيانٍ وطنيٍّ يَصدُر عن هيئة حوارٍ وصولًا إلى «إعلان بعبدا» الذي تمَّت الموافقةُ عليه بالإجماع وقد تضمَّنَ بوضوحٍ عبارةَ «تحييدِ لبنان».

وتابع: «نتذكر جيدا «حزب الله» وبعد موافقته على اعلان بعبدا عاد وعلق عليه بلسان النائب محمد رعد «بلو واشربوا ميتو». هل نتفاجأ برفضه الحياد  ألا نعرف كلنا مدى عدوانيّة مشروع حزب الله وإيران، الذي يستهدف لبنان مباشرة عبر الرغبة في تغيير طبيعة لبنان حسب ما ورد في البيان التأسيسي لـ»حزب الله» ونذكر ابرز ما جا فيه: «نواجه النظام القائم في لبنان لكونه صنيعة الاستكبار العالمي وجزءاً من الخارطة السياسية المعادية للإسلام، ولكونه تركيبة ظالمة في أساسها لا ينفع معها أيّ إصلاح أو ترقيع، بل لا بدّ من تغييرها من جذورها»».

عبيد شدد على ان معركة تثبيت الحياد في الواقع هي معركة تثبيت الكيان بوجه من يعملون على زواله، فلا حياة للبنان من دون حياد، معتبرا ان تجربة المئة سنة من حياة دولة لبنان الكبير كَشفت أنَّه يتعذَّر على لبنان أن يكون وطن الرِّسالة من دون اعتماد نظام الحياد.

واوضح انه بالانحياز إلى صراعات دول الشَّرق الأوسط وشعوبه غابت صيغةَ الشَّراكة بين المسيحيِّين والمسلمين بأوجهها الرُّوحيَّة والوطنيَّة والإنسانيَّة، مشيرا الى ان إعلان حياد لبنان هو فعلٌ تأسيسيٌّ مثل إعلان دولة «لبنان الكبير» سنة 1920 وإعلان استقلال لبنان سنة 1943.

وختم مؤكدا ان الحياد فقط هو ما ينقذ وحدة لبنان أرضًا وشعبًا ويحيي الشَّراكةَ الوطنية المسيحيَّة ـ الإسلاميَّة المتصدِّعَة في كثيرٍ من الأمكنة.