تُعتَبر ميزانية هذا العام محطة مهمة في تاريخ أستراليا، إذ أن العالم يواجه أسوأ جائحة منذ قرن.

نرى تأثيرات COVID-19 ومحصلتها الرهيبة في كل مكان تقريباً.

أمّا هنا في أستراليا فإننا نعيش حياة مختلفة.

اقتصادنا أقوى من أي اقتصاد متقدم تقريباً.

لدينا اليوم عدد أكبر من الأستراليين في العمل مما كان عليه الأمر قبل بدء الجائحة.

ونواصل مكافحة الفيروس بنجاح، وحماية صحة الأستراليين وحياتهم.

لو حصل هنا معدل الوفيات القائم في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) جراء COVID، لكان أكثر من 000 30 أسترالي لقوا حتفهم.

لذلك يمكن لأستراليا أن تفخر ببعض الإنجازات المذهلة على جبهتيْ الصحة والاقتصاد في مواجهة أصعب الأوقات منذ الكساد الكبير.

لقد حققنا ذلك من خلال العمل معاً ? كأستراليين وكحكومة وطنية وحكومات الولايات والمقاطعات ? بدعم من سياسات

قوية وفعّالة.

وقد دعمت مجتمعاتنا المتعددة الثقافات هذا المجهود بكل إخلاص.

إنني أتشرّف بالتضحيات التي قدمتموها لبلدنا ولمواطنيكم الأستراليين.

وأتشرّف بالمثال الذي أعطيتموه والقيادة التي قدّمتموها في مجتمعاتكم.

أعر ف أنه بالنسبة إلى الكثير من المجتمعات، كان ذلك يعني تحمّل تعطيل فادح لتجمّعاتكم التقليدية. لكنَّ صبركم وصمودكم، بالإضافة إلى اللطافة والعناية اللتين أظهرتموهما خلال سنة من الشدائد أحدثت فرقاً كبيراً.

هذه الميزانية هي خطة لتأمين تعافي أستراليا.

سوف تُبنى على ضمان استمرارنا في القيام بالأشياء التي تعمل، خصوصاً رفع العمالة وخفض البطالة.

ذلك لأن إشراك المزيد من الأستراليين في العمل يزيد من إمكانياتهم وقدرتهم على التعامل مع تأثيرات الجائحة التي نعرف أنها ستبقى هنا لبعض الوقت في المستقبل.

تُقرّ الميزانية بأن 8 من كل 10 وظائف هي في القطاع الخاص.

يتطلب التعافي المستدام وجود قطاع خاص قوي.

يعني ذلك الاستمرار في دعم وتحفيز مجتمعاتنا ومواطنينا المتعددي الثقافات، والكثير من هؤلاء هم أصحاب مصالح تجارية.

تقدّم الميزانية خفضاً ضريبياً إضافياً لأكثر من 10 ملايين شخص من ذوي الدخل المنخفض والمتوسط، بحيث يستفيد الأفراد بما يصل إلى 1080 دولاراً أو 2160 دولاراً للأزواج.

نتيجة لذلك، سيكون هناك المزيد من المال لإنفاقه على المصالح التجارية المحلية، ما يعطيها الثقة لتشغيل عامل إضافي، أو تقديم دوام إضافي، أو شراء قطعة جديدة من المعدات.

لإيجاد المزيد من الوظائف، تمدّد الحكومة العمل، لسنة أخرى، بتدبير الاحتساب المؤقت للنفقات الكاملة والخسائر المرحّلة، والمعلن عنه في ميزانية العام الماضي.

سيسمح ذلك لـ 99 بالمئة من المصالح التجارية التي توظف 11.5 مليون أسترالي بخصم الكلفة الكاملة للأصول المؤهلة القابلة للاستهلاك من أيّ قيمة في السنة التي توضع خلالها.

يمكن لمقهى أو مطعم شراء براد جديد أو شوّاية، ويمكن لصاحب مصلحة صغيرة شراء عربة جديدة.

ويمكن للشركات التي تواجه مصاعب استخدام خسائرها بشكل أبكر، ما يوفّر لها السيولة النقدية الآن.

تُعتبر المصالح التجارية الصغيرة والمتوسطة من الداعمين لتشغيل الشباب الأستراليين وتقديم البداية المطلوبة لهم.

نضاعف التزامنا تجاه صندوق التدريب الخاص بالتوظيف JobTrainer Fund لدعم 163000 مكان تدريب جديد إضافي، من أجل تحسين مهارة الباحثين عن عمل وسد النقص في المهارات.

تموّل الميزانية أيضاً أكثر من 170000 مكان للتعليم والتدريب المهني، و5000 دورة قصيرة للتعليم العالي من أجل مساعدة الشبيبة في الحصول على وظائف.

أخيراً، أتفهم صعوبة الانفصال عن أفراد العائلة في الخارج.

لكن حالياً، يجب أن يبقى هذا الأمر قائماً إذا أردنا الحفاظ على سلامة الأستراليين والتأكد من أن اقتصادنا يستطيع التقدم نحو الأمام.

أود أن أشكر مجتمعاتنا المتعددة الثقافات وقادتها لصبرها وتفهمها لهذه القضايا المهمة.

ستضمن خطتنا للتعافي بقاءنا على المسار الصحيح.

أثمّن جداً مساهمة أستراليا المتعددة الثقافات، بما في ذلك العمل معنا لتشجيع التطعيم.

لقد قامت مجتمعاتنا المتعددة الثقافات بعمل استثئنائي في كل أنحاء البلاد.