أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يوم السبت، أن إسرائيل ستواصل قصف غزة ما دامت الضرورة تقتضي ذلك وإنها ستبذل قصارى جهدها لتجنب سقوط قتلى في صفوف المدنيين. واتهم حركة “حماس” ببدء الأعمال العدائية المستمرة منذ نحو أسبوع بإطلاق صواريخ على إسرائيل.

وقال نتنياهو في خطاب نقله التلفزيون: “الطرف الذي يتحمل المسؤولية عن هذه المواجهة ليس نحن، بل من يهاجمنا… ما زلنا في وسط هذه العملية ولم تنته بعد، وستستمر ما دامت تقتضي الضرورة”، وفق ما نقلته وكالة “رويترز” للأنباء.

وتابع قائلاً: “على عكس حماس، التي تنوي عن عمد إيذاء المدنيين بالاختباء خلف المدنيين، فإننا نفعل كل ما في وسعنا لتجنب أو الحد من الإضرار بالمدنيين قدر الإمكان، وضرب الإرهابيين مباشرة بدلاً من ذلك”.

وفي وقت لاحق، عاودت “كتائب القسام” إطلاق رشقات كثيفة من الصواريخ على تل أبيب ومناطق محيطة، بعدما كانت قد أوقفت ذلك لساعتين “بأمر من قائد هيئة الأركان أبو خالد محمد الضيف”، كما ذكرت في بيان.

ودوّت صافرات الإنذار في مختلف أحياء تل أبيب حيث هرع السكان إلى الملاجئ.

وفي الضفة الغربية، أعلنت مصادر طبية فلسطينية أن فلسطينيا قضى متأثرا بإصابته بجروح بالغة بالرصاص الحي في طولكرم بشمال الضفة الغربية. وكانت قد أفادت في وقت سابق بأن فلسطينيا تعرض لإطلاق نار إسرائيلي بينما  كان يقود مركبة في مخيم الفوار للاجئين في الخليل مما أدى إلى مقتله.

وقد أصيب 53 فلسطينيا برصاص الجيش الإسرائيلي وصفت حالة 7 منهم بالخطيرة والعشرات بالاختناق خلال مواجهات في مناطق متفرقة من الضفة الغربية.

الضفة الغربية

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية إن 28 مواطناً أصيبوا، اليومخلال مواجهات متفرقة شهدتها الضفة الغربية بين الشبان والقوات الإسرائيلية، خلال إحياء الفلسطينيين للذكرى الثالثة والسبعين للنكبة، وإن بعضهم في حالة خطرة.

وشهدت مدينة رام الله، اليوم مسيرة شارك فيها المئات بعد التوقف لمدة 73 ثانية هي عدد سنوات النكبة، وأطلقوا بالونات بألوان العلم الفلسطيني.

وذكرت الوزارة، في بيان نقلته وكالة “رويترز” للأنباء، أن 16 مواطناً أصيبوا بالرصاص الحي في مواجهات قرب مدينة نابلس، منها إصابتان خطيرتان.

وكانت وزارة الصحة أعلنت، مقتل 11 فلسطينياً برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية، في أعلى حصيلة يومية منذ ما يزيد على عشر سنوات.

وشهدت مدن وقرى فلسطينية أخرى في الضفة الغربية مواجهات أصيب فيها عدد من الشبان بالرصاص الحي والمطاطي.

كما شارك آلاف الفلسطينيين في مسيرة مركزية في بلدة سخنين في إسرائيل بمناسبة ذكرى النكبة، وحمل المشاركون الأعلام الفلسطينية ورددوا شعارات تضامنية مع غزة؛ منها “غزة هاشم ما بتركع للدبابة والمدفع” و”يا غزة لا تهتزي كلك بطولة” و”غزة بالروح بالدم نفديك يا فلسطين”.

وقال محمد بركة، رئيس لجنة المتابعة العربية في إسرائيل، في كلمة في مسيرة سخنين: “لن نسمح بنكبة ثانية، نحن هنا صامدون وهذا وطننا وليس لنا وطن سواه”. وأضاف: “هناك في اللد شعب يحمي اللد وفي حيفا شعب يحمي حيفا وفي عكا شعب يحمي عكا”.

وتشهد بعض المدن في إسرائيل، خاصة تلك التي يسكن فيها عرب ويهود مواجهات مستمرة منذ أيام. وقال بركة إن عدد المعتقلين الفلسطينيين في هذه المواجهات وصل إلى 800.

وقالت الشرطة الإسرائيلية، في تغريدة على “تويتر”،: “يواصل نحو 15 ألفاً من أفراد الشرطة وحرس الحدود العمل على مدار الساعة بقوات معززة في جميع أنحاء الدولة، بما في ذلك الوحدات الخاصة، سواء في أماكن أعمال الشغب العنيفة أو أماكن سقوط الصواريخ، من أجل استعادة النظام والأمن والحفاظ على سلامة المواطنين”.

   تظاهرات في مدن عربية وأوروبية

تظاهر آلاف، أمس الأول السبت، في عدد من المدن الأوروبية والعربية دعماً للفلسطينيين في ظلّ استمرار التصعيد، خصوصاً في قطاع غزة.

وفي فرنسا، نظّمت مسيرات في مدن عدة، بما في ذلك باريس حيث كانت السلطات حظرت التظاهر خشية تكرار أحداث عام 2014 خلال مسيرة مماثلة.

وطبّقت الشرطة في العاصمة الفرنسية تعليمات “التشتيت المنهجي والفوري” فور محاولة المتظاهرين التجمع باستخدام خراطيم المياه والغاز المسيّل للدموع. وأفاد صحافيون عن وقوع صدامات بين المتظاهرين والشرطة بعد الظهر في حي باربيس المعروف بشمال العاصمة.

وهتف المحتشدون “فلسطين ستحيا، فلسطين ستنتصر”، وكانت مجموعة من نحو مائة شخص في جادة باربيس تردد “إسرائيل المجرمة”، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال محامو “جمعية الفلسطينيين” في المنطقة الباريسية إنّ “فرنسا هي الدولة الديمقراطية الوحيدة التي تحظر هذه التظاهرات”.

وفي لندن، تظاهر آلاف دعماً للفلسطينيين، مطالبين الحكومة البريطانية بالتدخل لوقف العملية العسكرية الإسرائيلية.

وتجمع المتظاهرون ظهراً عند ماربل آرتش بجوار حديقة هايد بارك، وساروا باتجاه السفارة الإسرائيلية عند الطرف الآخر للحديقة، رافعين أعلاماً فلسطينية ولافتات تطالب بـ”إنقاذ” الأراضي الفلسطينية.

وقال المنظمون، ومن بينهم تحالف “أوقفوا الحرب” والرابطة المسلمة في المملكة المتحدة وحملة التضامن مع فلسطين وحملة نزع السلاح النووي، إنّ “الحكومة البريطانية شريكة في هذه الأعمال بما أنّها تقدم دعماً عسكرياً ودبلوماسياً ومالياً لإسرائيل”. وأشاروا إلى أنّ التظاهرة جمعت 150 ألف شخص، فيما لم تقدّم الشرطة أرقاماً رداً على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية.

وفي ألمانيا، تظاهر آلاف في برلين وعدد من المدن الأخرى تلبية لدعوة جماعات مؤيدة للفلسطينيين. وسمِح بإقامة ثلاث تظاهرات في العاصمة الألمانية، بما في ذلك تظاهرتان في حي نويكولن الشعبي في جنوب المدينة.

وانضم آلاف إلى التظاهرة التي دعت إليها جمعية “صامدون” في ساحة هرمنبلاتز الرئيسية في الحي، رافعين أعلاماً فلسطينية ولافتات تدعو إلى “مقاطعة إسرائيل”.

وهتف المحتشدون بشعارات “غزة حرة” و”حياة الفلسطيني مهمة” و”أنقذوا حي الشيخ جرّاح” في القدس الشرقية.

وأطلِقت دعوات للتظاهر في مدن ألمانية أخرى، مثل فرانكفورت ولايبزيغ وهامبورغ، حيث كان من المتوقع تجمع مئات وفق الصحافة الألمانية.

كذلك تظاهر نحو 2500 شخص دعماً للفلسطينيين في مسيرة هادئة وسط مدريد، وفق ما قالت الشرطة الإسبانية. وهتفوا “ليست حرباً، إنّها إبادة”.

وقالت أميرة شيخ علي (37 عاماً) وهي ابنة لاجئين فلسطينيين: “إنهم يذبحوننا… نحن في وضع تستمر خلاله نكبة (عام 1948) في القرن الحادي والعشرين”.

وفي وارسو، تظاهر نحو ثلاثمائة شخص، معظمهم فلسطينيون يعيشون في بولندا، قبالة السفارة الإسرائيلية، رافعين أعلاماً فلسطينية ولافتات كتب عليها “أوقفوا محرقة الفلسطينيين” و”القدس عاصمة فلسطين”.

وفي الشرق الأوسط، خرجت تظاهرات في العاصمة التونسية ومدن أخرى من البلاد. وتجمّع مئات المحتجين رافعين الأعلام الفلسطينية وسط العاصمة تونس، وجابوا جادة الحبيب بورقيبة وسط انتشار للشرطة.