بقلم : أ.د / عماد وليد شبلاق
رئيس الجمعية الأمريكية لمهندسي القيمية بأستراليا ونيوزيلندا
معظم المهاجرين العرب من ذوي التخصصات التقنية العالية من هندسه وطب وجدوا أنفسهم (وفي السنوات الأولى من وصولهم) في مصاف مراكز الإعاشة سنتر لنك وقياده سيارات الأجرة العامة والخاصة في استراليا! معظم مدراء الشركات والمنظمات الكبيرة من بنوك وشركات تأمين وصحف وأعلام وطيران هم في أغلبيتهم من المحامون والاقتصاديون ومدراء الاعمال بما فيهم الشركات الهندسية والطبية نفسها وهذا ليس بغريب على الغرب الذي يختلف تماما في تفكيره وتدبيره عن الشرق فما زالت كليات الطب والهندسة والصيدلة وطب الاسنان محجوزة لاستقبال الخمسين الأوائل من امتحانات الثانوية العامة سواء في مصر أو العراق أو سوريا او الأردن وحتى يومنا هذا وانا اكاد اجزم بأن الفلسطينيون وحدهم قد تفوقوا على اقرانهم من العرب في موضوع التخصص الهندسي بالذات ( فقد يبيع بيته أو أرضه في سبيل تعليم ابناءه هندسه أو طب فقط ) أما كليات التجارة والاقتصاد والعلوم السياسية والإدارية فقد تم تنسيقها من ضمن الفئات الأقل حظا في دخول الجامعات في البلدان نفسها فعلى مدي ال 25 عاما التي قضيتها في استراليا كان معظم المهاجرون الواصلون حديثا هم من المهندسون وربما لم أصادف الا أقل من 2% من باقي التخصصات التي يشغلها المهاجرون الغير عرب .
نحن لا نقلل من أهمية التخصصات أو الكفاءات العربية في مجمل القول، ولكن حان الوقت لتغير الكثير من المفاهيم التعليمية والمتعلقة بفرص العمل والتنافس الوظيفي لأكثر من 120 عرقيه أثنيه على مستوى عالي من الثقافة والتعليم والتدريب في استراليا. ماذا استفاد الطبيب المصري الذي لم يعادل شهادته ولا المهندس الفلسطيني أو اللبناني الذي لم يقبل في نقابة المهندسين أو المعلم السوري أو المغربي الذي لم يتقن اللغة الإنجليزية بعد!
أبناء المهاجرين أنفسهم والذين تربوا هنا وتعلموا في المدارس والجامعات الأسترالية شقوا طريقهم بكل سهوله واقتدار لان سوق العمل واضح المعالم والمتطلبات وبالرغم من كل هذا لجأ الكثير من هؤلاء للأعمال الحرفية المهنية من سباكه وميكانيكا سيارات وتشيد وبناء و سمانه ومعلمو شاورما وتعليم قياده السيارات ( بعكس طموح أباءهم ) ولم يفلح الكثير منهم من اقتحام مجال المحاماة والاقتصاد والعلوم السياسية والإعلامية لتذهب للناشطين من الجنسيات الأخرى والمعروفة بحبها لهذه المهن لتهيمن على الموقف العام تسيطر على زمام الأمور في استراليا!
وأخيرا أتذكر عندما ذهب الوفد العربي للتفاوض مع نظيره الأجنبي قي مساله ما معظمنا يعرفها! كان الوفد المقابل يتكون من 20 فردا جلهم من كبار المستشارين من محامين واقتصاديين وثله دولية من خريجي العلوم السياسية بينما الوفد العربي يتألف من 5 أفراد رئيسهم طبيب ويعاونه محامي والبقيه مهندسون ! والله المستعان.