بقلم: كاميليا نعيم – سدني
سأخطو قليلاً إلى الوراء، أو ربّما أكثر من قليل!
أبتعد عن دروب الريبة والشكّ. أغادر صومعة الأحلام. أنزع عن مثاليّة الهوى أحرف التجلّي، أضعها على رفوف التَرَصُّد، وأغادر باتجاهات غير متشابهة.
وليبتعد أكثر ذاك الغياب الأنيق المتربّع على أريكة التصوّف. أُمَهِّد لحضورٍ مرتبك، ولتكن انحناءة متلعثمة. الوحدة تنخر كالسوس في هيكل الاتزان. هذا الصمت الرهيب بإنشاده، سأعطيه جناحيه ليطير بعيداً عن فضاء الرصانة. وليعبث الفضول في ملل القصص والصور: يخلق فجوة من بين ثنايا براويز المنطق والمفروض، يغترف من فراغ النفس ملء يديه، يلقي بأوراق الجدّيّة على بلاهة الهزل، يتجوّل حاملاً سِراج الأنانيّة، يبعث ضوءه المشبوه في المساحة التي تضيق وتتّسع، يستضيف حياة غريبة، يعربد ما بين الحكمة والجنون.
ولتأخذ الذاكرة غفوة تحت ظلال الأمس. لن أسمح لسيل المرارة أن يوقظها. سألقي عليها رداءً ضبابيّاً من نسيج الغموض كي لا يؤرقها التأمّل. وربّما أشدو أهزوجة الاستهتار في حقول السنابل الفارغة، وأُمَسِّد رؤوسها التي تميل مع كل ريح. وحين أشعر بالإعياء، ويداهمني نعاس يتسرب إلى داخلي برفق، يحتوي طيش أفكاري، يواسيني بزفرة من أنين، يغريني بحلم يعيد لي ما تصدّع، حينها أضع قلبي وسادة تحت رأسي.
أعتذر له عن هذياني، ولن أغفو.