هل أستراليا دولة كافرة؟!
أنطوان القزي
كتب مدير اذاعة الصوت الاسلامي الصديق ابراهيم الزعبي على موقعه هذا الأسبوع ما يلي:
“جميل ان تستيقظ صباحا لتقرأ رسالة من الدولة الاسترالية تقول : “أضفنا الى حسابك مبلغ 250$ كهدية وسنرسل لك نفس القيمة قريبا لمساعدتك ..هذا ما حصل اليوم للمتقاعدين الاستراليين علماً أن هذا المبلغ يضاف الى مبالغ كثيرة كانت قد ارسلت سابقا منذ بداية جائحة كورونا ، وهو مبلغ يضاف الى ما يقبضه المتقاعدون عادة كل اسبوعين. ومما يزيدك سعادة وبشراً ان استراليا لم يحدث فيها تسجيل اي حالة كورونا منذ خمسين يوما ً، يا إلهي كم هو جميل ان تحيا في وطن تُحْترم فيه المخلوقات كل المخلوقات بشرا وحيوانا ونباتاً ، ولعل العدل والرحمة هو سبب رفاهية الدولة واستقرارها ، اللهم لك الشكر ولك الحمد على نعمائك .اللهم اجعل هذا البلد آمنا سخاءً رخاءً وادم عليه نعمة الهدوء والسلام” .
انتهى كلام الزعبي.
لم أكن لأخوض في هذا الموضوع لولا وقوع نظري على تعليق استفزّني بين عشرات بل مئات التعليقات التي اثنت على عدالة ونموذجية وانسانية استراليا مشيدة بما قاله الزميل الزعبي. اما التعليق الذي توقّفت عنده فهو للشيخ خالد طالب وهو إمام مسجد في سدني الذي كتب معلّقاً:
“إنّ الله يقيم الدولة العادلة وإن كانت كافرة ، ويخذل الدولة الظالمة وإن كانت مسلمة .
والعدل أساس الملك”
اتصلت بالشيخ المذكور وبادرته:”كل الذين علّقوا تناغموا مع مقال الزعبي من باب عرفان الجميل لأستراليا وايدوه بوضوح مباركين الايجابية الاسترالية واحترامها للإنسان كقيمة، أما حضرتك، بدل ان تكون القدوة لهؤلاء رحت تغرّد بطريقة تستدعي الف تساؤل مشيراً الى ان الله قد يوجد العدالة في بلاد الكفر وهل هي في سياقها الصحيح في وقت نحن بأمس الحاجة الى تعزيز التناغم الإجتماعي؟… أريد ان اسألك :” هل استراليا بلاد كافرة”؟، أجاب: “هذا موضوع يحتاج الى جلسات كثيرة”، سألته ثانية:” اجبني بوضوح ، هل استراليا بلاد كافرة”؟، فقال “: هذا موضوع فقهيّ متشعّب يحتاج الى وقت”!، قلت له ثالثةً “:اجبني بكلمة واحدة هل استراليا كافرة”؟، فقال هذا الموضوع لا يمكن حلّه على التلفون، عندها قلت له فهمت.. واستدرك قائلاً: خلّينا نجلس على فنجان قهوة ، قلت له”: أهلاً وسهلاً ساعة تشاء مكاتبنا مفتوحة”، وسارع الى القول:” لا، ليس في مكاتبكم ولا عندي بل في مكان ثالث”!، اجبته :”رئيس الوزراء والوزراء والنواب يزوروننا في مكاتبنا اين المشكلة”؟!. وقبل أن أقفل الخط قلت له :” اتصلت بك لأعلمك أنني سأنشر مقال الزعبي مع تعليقك لأنه صار ملك العامة:”
المهم انني اضع بين ايدي القراء ما قرأته وما التبس عليّ أمره دون زيادة ولا نقصان، واترك لهم التعليق على “تعليق” الشيخ طالب.
ختاماً ، أضع التعليق في يد المجلس الفيدرالي للأئمة الأستراليين AFIC لأن الشيخ خالد طالب هو مستشار في المجلس المذكور.