“ما تقرّبي هيدي مَيلتنا”؟!
أنطوان القزي
عندما كانت شاشة “أم تي في” تنقل يوم الأحد صورة للقاء البابا فرنسيس والسيّد السيستاني في النجف وما تمثّله من عبرة، انتقلت الكاميرا فجأة إلى بث خارجي وبالتحديد الى منطقة الرينغ حيث كانت الزميلة جويس عقيقي ( الصورة) تغطّي التظاهرات الشعبية وشوهدت تتعرّض لتهديد من أحد الدرّاجين الذي كان يقترب منها قائلا : ” ما تقرّبي أكتر، وقفي عندك، هيَدي مَيلتنا ، وإذا بتقرّبي أكتر رح كسّر الكاميرا”.. وعندما بدأ بتقطيع الكابلات اضطرّت لوقف التصوير!..
هل لاحظتم عبارة “هيدي مَيلتنا”؟!.. حتى بالجوع يفرزون وباللقمة يقسّمون؟! وهل الجانب الشرقي للرينغ يعيش مواطنوه فقر الصومال والسودان، والجانب الغربي من الرينغ يتمتع ببحبوحة سويسرا والسويد!!!
علماً أن «اثنين الغضب» الذي أشعل الشارع اللبناني في عدد كبير من المناطق، تجلّت آخر مظاهر الغضب فيه لدى محاولة أحد المواطنين احراق نفسه عند مفترق العباسية في صوروهذه المنطقة بالمفهوم الجغرافي تابعة لمنطق”هيدي مَيلتنا” ..ورغم ذلك يرفض “أبو دراجة” تسليط الضوء على الوجع والفقر والمآسي في “مَيلته” كرمى لمصالح سياسية؟!..
ثمّ، هل لاحظتم الفرق بين سماحة المشهد في النجف وبين سوداوية ما يحصل في الرينغ، وعلى مَن كانوا يقرأون المزامير في النجف؟!.
مسكين المواطن اللبناني، لا يعرف من أين وكيف “يأكل” العصي السياسية والمذهبية والعقائدية والكيدية…
يا جماعة الجوع ليس حمّال أوجُه، فالجوع هو جوع في “مَيلتنا ومَيلتكم” على السواء؟!.