الضاحية: إعادة انتشار دينية؟!

أنطوان القزي

مّن أطاح العهد والعقد بين اللبنانيين في الضاحية الجنوبية يوم الخميس الماضي أثناء جنازة الناشط لقمان سليم؟ .

مّن حاول تقطيع أوصال ما تبقّى من مسرحية التعايش بين اللبنانيين؟!.

فلقمان سليم كان عابراً للطوائف والمذاهب بأفكاره، كان متجاوزاُ “التابو” المذهبي والمناطقي وإن كان غريباُ بين بني قومه في “ضاحيته”.

لماذا فجأةً تحوّل هذا العبور الى إقامة حواجز فورية باسم الدين فوق قبر لقمان؟!

 

لماذا اعتذر القارئ علي الخليل من جمهور «حزب الله» بعد تلاوته دعاء لروح لقمان سليم، طالباً له الرحمة، مؤكدًا أنه لم يكن يعلم على مَن يقرأ الدعاء الحسيني؟.

 

 

 

 

ولماذا اعلنت دائرة التواصل في أبرشية بيروت المارونية في بيان، انه “بعد ورود اتصالات عدة تستنكر قيام أحد الكهنة بترنيم طلبة “أنا الأم الحزينة” في مراسم تشييع الناشط والمفكر لقمان سليم، يهم الدائرة أن توضح أن الكاهن لا ينتمي الى الأبرشية؟.

 

الناس أمام الشاشات وجدوا الأمر مساحة من التلاقي بين اللبنانيين يأتي في إطار العلاقات العامة المحبّبة وهذا المشهد هو ابن ساعته ينتهي مع انتهاء المناسبة!.

 

وهذا ما رآه أيضاً الشيخ أحمد طالب وان ما حصل لا يحتاج الى هذه “المروجة” الإعتراضية.

والسؤال: لماذا يجتمعون بكل أطيافهم في 25 آذار من كل عام في عيد البشارة تحت شعار “اليوم الذي يجمع اللبنانيين”؟ وتحت شعار المحبة والوحدة والسلام؟.

ما حصل في مأتم لقمان سليم يكشف وللمرّة المليون لعبة التكاذب والتعايش المزيّف.. أليس الإعتذار عن الصلاة قصة كبيرة ؟!.. ولن أخوض في حيثياته الدينية ، بل أقول:” إرحموا الأموات ممّا فعلتم بهم وهم أحياء”؟!.