أرجو قبول اعتذاري!
أنطوان القزي
أعتذر من كل الأصدقاء في سدني الذين انتقدتهم في السنوات الأخيرة، لأنهم تسلّموا دروعاً “عالطالع وعالنازل”ً في الصالونات و”المطابخ” وعلى الشرفات.. كما أعتذر من الذين قسوتُ عليهم لأنهم خوّلوا لأنفسهم توزيع الشهادات التقديرية بسبب وبغير سبب ومع كل فنجان قهوة أو “كباية شاي”.
فأنا لم أكن أعرف أن “موضة” توزيع الدروع باتت للأخصّاء والأحبّاء ومكافأة للمحاسيب من باب “كما تراني يا جميل أراك” كما فعل دونالد ترامب في أيامه الأخيرة حيث راح يوزّع الأوسمة يميناً وشمالاً ونال العرب منها “طرطوشة” كبيرة.
فيوم الجمعة الماضي، حصل ملك المغرب محمد السادس على وسام الاستحقاق المرموق لـ”تأثيره الإيجابي” على المشهد السياسي في الشرق الأوسط، خاصة في تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
ويوم الإثنين من هذا الأسبوع، وقبل رحيله بيومين، منح ترامب ملك البحرين، وسام الاستحقاق برتبة قائد أعلى لدوره البارز في تطبيع الغلاقة مع إسرائيل.
وكان ترامب في الأسبوعين الأخيرين قد منح عدداً من كبار مستشاريه أوسمة الأمن القومي مكافأة لهم على دورهم المساعد في إبرام اتفاقات تهدف إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل وأربع دول عربية.
وأعطى ترامب وسام الأمن القومي لوزير الخارجية مايك بومبيو، ووزير الخزانة ستيفن منوتشين، ومستشار الأمن القومي روبرت أوبراين، وكبير المستشارين جاريد كوشنر، والمبعوث الأميركي للشرق الأوسط آفي بيركويتز، والسفير الأميركي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان، وسفير الولايات المتحدة لدى الإمارات جون راكولتا.
وقال البيت الأبيض في بيان: “بفضل جهود هؤلاء الأفراد لن تكون المنطقة كما كانت، إذ أنها تتجاوز أخيرا صراعات الماضي”.
وأبرمت إسرائيل على مدى الأربعة أشهر الماضية اتفاقات مع الإمارات والبحرين والسودان والمغرب، في إطار ما تصفها الولايات المتحدة “اتفاقات إبراهام”.
وهكذا، بات التطبيع و”التطبيل” هما مقياس توزيع الأوسمة وليس الإبداع!.
مجدداً، أعتذر من أصدقائي في سدني وأرجو قبول اعتذاري؟!.