الأسد يطرد صلاح الدين!

أنطوان القزي

أخبرونا أن حزب البعث العربي الإشتراكي أراده ميشال عفلق وصلاح البيطار وزكي الأرسوزي سنة 1947 حزباً علمانياً.. ومع النظام الأسدي، طارت العلمانية وطار الإعتراف بمكونات المجتمع السوري، فكلمة الرئيس السوري في جامع العثمان في دمشق في السابع من الشهر الجاري شكّلت حالة إنكار واضحة لباقي المكونات الأصيلة في سوريا ومحاولة لصهر هذه المكونات والثقافات والتعدد السوري الموجود من كرد، سريان، أرمن وشركس وغيرهم في هذه البوتقة الضيقة.

 ومما قاله: ” إن سوريا هي بلد كان قبل الإسلام مسيحياً يتحدث السريانية ويكتب بالسريانية وأتت الغزوات من الجنوب غزوات إسلامية عربية وأتت اللغة العربية لتلغي اللغة السريانية.. الى غير ذلك.

وفي وقت يلغي الأسد هذه المكوّنات التاريخية، نرى العاهل المغربي محمد السادس ( الصورة) يدخل اليهود قي صميم النسيج المغربي.

إذ أقرّت الحكومة المغربية إدراج تاريخ الجالية اليهودية وثقافتها في المناهج الدراسية للبلاد بداية من الفصل الدراسي المقبل.

وجاءت هذه الخطوة قبل إعلان تطبيع علاقاته مع إسرائيل، فيما ستكون أولى الحصص الدراسية عن الثقافة اليهودية باللغة العربية، وستعطى اعتبارا لطلبة السنة الأخيرة من المرحلة الابتدائية حيث يبلغ عمر التلاميذ حوالي 11 عاما.

ويعتبر الأمين العام للجالية اليهودية في المغرب أن هذه الخطوة “الأولى في العالم العربي. بمثابة تسونامي”.

واختار السلطان العلوي سيّد محمد بن عبدالله مرفأ الصويرة وقلعتها التي بناها مستعمرون برتغاليون لتأسيس المدينة التي شكلت مركزا دبلوماسيا وتجاريا أصبح بدفع منه المدينة الوحيدة في العالم الإسلامي التي تضم غالبية يهودية مع تواجد 37 كنيسا فيها.

ويعيش اليهود في المغرب منذ العصور القديمة وعددهم في هذا البلد هو الأكبر بين دول شمال أفريقيا. وقد زاد على مر القرون لاسيما مع وصول يهود طردهم الملوك الكاثوليك في إسبانيا اعتبارا من العام 1492.

وبلغ عدد أفراد هذه الجالية نحو 250 ألفا نهاية أربعينات القرن الماضي وشكلوا حينها 10 في المئة من إجمالي السكان. وغادر الكثير من اليهود المغرب بعد قيام دولة إسرائيل في العام 1948 ليتراجع عددهم إلى ثلاثة آلاف.

أهلاُ بالنسيج اليهودي في المغرب و”ليبلِّط” الكرد والسريان والأشوريون بحر طرطوس؟!.

ونسي الأسد أن صلاح الدين الايوبي هو كردي، فهل نسقطه من تاريخ سوريا بسبب خلفيّته؟ وهل نقول لأحمد شوقي أنت لستَ أمير شعرائنا بسبب أصولك الكردية؟!.