في تقرير بُني على ما قيل إنّه شهادة لعنصر منشقّ عن «حزب الله»، نشر موقع «الحرّة» الأميركي تقريراً خاصّاً عن البقع العسكريّة للحزب في لبنان، ننشره تاركين توضيح أو نفي مضمونه الى الجهات الرسميّة في «حزب الله».

بعد سلسلة من التفجيرات والحرائق «الغامضة» في لبنان التي قيل إنها اندلعت بمواقع سرية لـ»حزب الله»، والمعلومات عن مخازن صواريخ بين الأحياء السكنية كشفت عنها إسرائيل، في سبتمبر أيلول الماضي، قرّر الحزب حينها تنظيم جولة لإعلاميين، بمعظمهم مقرّبين منه، في مصنع واحد يقع بمنطقة الجناح، وكان بداخله كميات كبيرة من الحديد ما أوحى أنه مصنع لقوارير الغاز.

محاولة الحزب لنفي المعلومات التي أثارت ضجة في الداخل اللبناني وفي بيئته تحديدا، لم تدم طويلا وأتت هذه الزيارة بما لا تشتهي سفن الحزب، حيث شكلت إدانة له وأكدت المعلومات الواردة من إسرائيل عن مخازن أسلحة وصواريخ بين الأحياء السكنية، وفق متابعين.

وهنا تطرح أسلحة عن الأساس الذي يعتمده «حزب الله»، لتوزيع صواريخه في لبنان، وعن طريقة اختيار المناطق والمخازن، فكيف يحصل ذلك؟

وفي هذا السياق، كشف عنصر منشق عن «حزب الله» يعيش في دولة أوروبية، لموقع «الحرة»، أنّ «الحزب يعتمد على خطة توزيع، ترتكز على تأمين اكتفاء ذاتي من الأسلحة والذخائر لكل بقعة عسكرية (أي منطقة جغرافية)، ويقوم بوضعها في مخازن عدة ضمن هذه البقعة، فإذا ضُرب مستودع يبقى هناك ألفا غيره في الخدمة»، مضيفاً أن «في محلة الجناح حوالى ثلاثة مواقع أخرى، وهذا ينطبق على مناطق مختلفة من لبنان».

وأوضح العنصر المنشق أنّ  «المعامل والمستودعات ممتدة على كافة الأراضي اللبنانية وداخل الأحياء السكنية بأشكال وطرق مختلفة، وهناك أنفاق موجودة تحت الأرض سيّما على طريق الجنوب – بيروت».

وشدد على أنّ «للحزب خريطة لبنانية خاصة به، إذ يقسّم لبنان إلى بقع عسكرية، وفي كافة المحافظات مخازن ومواقع سرية ولكن بأشكال وطرق مختلفة»، مبيّناً أنّ «منطقة الجنوب مقسمة إلى الليطاني وتسمى وحدة بدر، وشمال الليطاني وتسمّى وحدة نصر».

وأضاف أنّه «في منطقة الجية التابعة لمحافظة الشوف مجمعات سكنية تم تملكيها لعناصر في حزب الله، وهي تعطى لهم بقروض ميسرة، بعد إعلامهم بأنها تستخدم لتخزين أسلحة وذخائر عسكرية».

وأشار العنصر المنشق إلى أنّ «أسلوب الحزب خارج المناطق التابعة لمحافظة الجنوب يختلف قليلاً، ففي المناطق المسيحية مثلا يعمد إلى امتلاك عقارات وأراضي باسم شركات مملوكة من قبل عناصر في التيار الوطني الحر، ويتم نقل المعدات العسكرية عبر عناصر الـ 900، وهي مجموعة تحمل بطاقات عسكرية صادرة عن جهة أمنية رسمية مقربة من الحزب للقيام بمهمات يصفها الحزب بأنها خارجية، أي بعيدة عن مناطق نفوذه».

أما الصحفي اللبناني، ربيع طليس، فكشف عن معطيات ودلائل جديدة بحوزته تكشف تخزين كميات من مادة نترات الأمونيوم، عثر عليها أثناء تواجده في الجولة الإعلامية للحزب، وهي المادة نفسها التي يعتقد انها السبب وراء تفجير مرفأ بيروت، في 4 أغسطس الماضي، بعد احتواء عنبر 12 على كميات هائلة منها.

وذكر طليس، في حديث لموقع «الحرة»، أنّ بعد إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، عن مخازن أسلحة لحزب الله في منطقة الجناح، في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة «وردني معلومات بأنّ الحزب وقبيل خطاب نتانياهو شرع في الشروع إزالة ما يحويه موقع الجناح، بناءً على معلومات وردت إليه، فعزمت الذهاب بغرض تقفّي الأثر، وهي كانت مخاطرة شديدة للغاية».

ولفت إلى أنّ «أثناء الجولة الإعلامية التي زعمت أنّ المنشأة تحوي آلات لقص الحديد، دخلت إلى احدى الغرف ووجدت فيها أوعيةً فارغة كُتب عليها distilled water، أي ماء مُقطّر، وهي مادة لا تستخدم في مصانع الحديد، فهذا الماء يُستخدم في الكيميائيات، وهذا ما طرح علامات استفهام عديدة»، ويتابع: «وما أثار شكوكي أكثر هو الحديد الذي تم قصه بمقاسات مختلفة والتي تأتي على أشكال رؤوس صواريخ وقواعد لهذه الرؤوس، بإختلاف السماكات».

ويقول طليس إنه رصد «في الطابق العلوي، نترنات الأمونيوم، وتقدر كميتها بحوالي المائة وعشرين كيساً من زنة الخمسة عشر كيلو تقريباً، وكانت قد تمّت تغطيتهم بشادر كبير من النايلون بغرض التمويه لضيق وقت الحزب في إخراجهم من هناك».

وأكّد على أنّ «النترات موجودة منذ زمنٍ بعيد، وتكاثرت مع إنتهاء إعمار الضاحية عام 2006، وهي ليست فقط في الجناح، إذ أنّ الضاحية الجنوبية لبيروت تعيش على صفيحٍ ساخن من النترات والصواريخ التي تُخبّأ في مواقع تحدّها الأبنية العالية من جهة البحر ومن الجهة الجنوبيّة، وهذا هو العازل الأمني الأساس في الموضوع لدى الحزب».

وعن استخدام الحزب للمادة الكيميائية الخطيرة، كشف أنّه «يتم استخدامها  في صناعة العبوات الناسفة، وفي صناعة الرؤوس المتفجّرة وكان قد إستخدمها في سوريا في صناعة ما أسماه بالبراميل المتفجّرة».

وأوضح أنّ «مقاتلي وحدة الهادي المرمّزة بـ «1600»، هي وحدة لا يدخلها سوى أهل الثقة المتعلّمين والمؤدلجين تماماً بالفكر الإيراني، وتضم أساتذة جامعيّين اختصاصاتهم في الكيميائيات، وهي المسؤولة عن النترات وخلطة الكبتاغون والمخدرات، وكل حشوات الصواريخ والقذائف وتعديل الأسلحة فوق المتوسّطة، إضافةً إلى تطوير الأسلحة».

وختم الصحفي اللبناني قائلاً: «تتمحور مراكز وحدة 1600 بين المدنيّين، وفي الأحياء السكنيّة، ولها معسكراتٌ في بعض الجرود، ويُمنع دخولها بلا تصريح من أمين عام الحزب حسن نصرالله أو رئيس المجلس التنفيذي للحزب هشام صفي الدين شخصيّاً».