أنطوان القزي
سابقة مذلّة سجّلتها الخطوط القطرية بحق النساء الأستراليات الشهر الجاري، ذكّرتنا باستعباد اليابانيين لنساء المتعة الصينييات والكوريات والفليبينيات أثناء الحرب العالمية الثانية، والفرق أن ما اقترفته ” القطرية” يحصل في زمن السلم والتكنولوجيا وليس في زمن الحروب .
فالبلاد التي دفعت مليارات الدولارات لاستضافة مونديال 2022 ، و” القطرية” التي هي داعم أساسي لأهم النوادي في العالم ومنها “باري سان جرمان” الفرنسي وبرشلونة الأسباني ( الصورة) وأندية روما الإيطالي، وبوكا جونيورز الأرجنتيني، وبايرن ميونيخ الألماني، وسوان الأسترالي .
كيف لا تملك تقنية في مطارها الذي تتباهى به لرصد الحركة في اروقته ، إذ ليس مطلوباُ منها وللخصوصية الشخصية ان تضع كاميرات داخل الحمّامات بل المطلوب على الأقل هو رصد ومراقبة الداخلين والخارجين من هذه الحمّامات وفي أي وقت.. بدل الصعود الى الطائرات التي تستعد للإقلاع وإنزال النساء وبينهن 13 إمرأة استرالية وأمرهنّ بالتوجه نحو سيارة إسعاف على أرض المطار ثم إجبارهن على خلع ملابسهنّ الداخلية وتعريتهنّ ثم إخضاعهن لفحص نسائي غصباً عنهن بشكل يتنافى مع كل الأعراف والقيم الأخلاقية والإنسانية.
هذا المشهد لا يجب أن يحصل مع شركة طيران تتباهى بالجوائز السنوية التي تحصل عليها !.
والملفت في هذا الفيلم الحريمي، ما قالته كيم ميلز وهي واحدة من النساء اللواتي تم إخراجهن من الطائرة من أجل تعريضهن للتفتيش والتعرية والفحص ، في إطار البحث عن أم محتملة لرضيع متخلى عنه في حمامات مطار حمد الدولي.
قالت ميلز:” أيقظتني إحدى المضيفات وانا كنت في الدرجة الأولى وطلبت مني تبديل ملابس النوم و التوجّه الى سيارة اسعاف خارج الطائرة ، لكنني كنت راكبة محظوظة عندما لاحظ أحد الضباط أنني في منتصف الستينات من العمر وأمرني بالعودة الى الطائرة..
وبقدر ما هي المأساة كبيرة على المستويين الأسترالي والأخلاقي ، فهي صيد ثمين لمنتجي هوليوود الذين بدأوا رصد فصول الرحلة إنطلاقاً من داخل الحمّامات في مطار الدوحة وصولاُ الى الحجر الصحي في سدني حيث أقامت النساء الأستراليات.
ما قامت به “القطرية” في 10-10 2020 يمنحها ميدالية ذهبية في سوء التعامل مع ركّابها يضاف الى ذهبياتها الكثيرة ويؤكّد ان المال والرشى لهما حدود ولا يستطيعان حلّ كلّ شيء.
الفيلم الحريمي القطري – الأسترالي ستتابعونه قريباُ على الشاشات لتكتشفوا أن للمال حدود ولا يستطيع أن يحلّ كلّ شيء؟ّ.
وختاماً، ماذا عن النساء الأستراليات اللواتي كنّ حجزن لحضور مونديال 2022 في الدوحة، وماذا عن الجزء الثاني من “الفيلم الحريمي”.