أكد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في مداخلة ضمن برنامج «الجمهورية القوية» عبر إذاعة «لبنان الحر»، أن «الإدارة سيئة جداً في ظل هذا التأليف، للأسف لا أريد أن أحكم على الأمور قبل أن تصبح واقعاً، لكن ما هو ظاهر لغاية الآن business as usual، يعني كما كانت تجري العادة. لو أن هناك نتيجة من المجموعة الحاكمة لما أوصلت البلاد إلى هنا بطريقة تصرفاتها، وأتحدث عن السنوات الأربع السابقة. لكن أقول إن هذه المجموعة الحاكمة منذ عشر سنوات، أي قبل وصول العماد ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية، والمجموعة الحاكمة كانت معروفة، وهي الأحزاب الأربعة التي كانت تملك أكثرية القرار، وكنا أقلية نباطح ونجرب وكنا في أكثر الأوقات نحسن بعض التفاصيل، لكن في كثير من الأوقات لم نستطع تحسين جوهر الأمور».
واعتبر أن «هذه المجموعة الحاكمة لو أرادت الإنتاج لأنتجت العام الماضي وما قبله وقبله، عندما كان لدى لبنان احتياطات في البنك المركزي، ونتحدث هنا عن حوالي 50 و60 مليار دولار. إذا، هذه المجموعة ذاتها ستعيد تسمية الوزراء، ولو أن هؤلاء الوزراء شخصيات جديدة، يبقى القرار لدى المجموعة الحاكمة. كيف سنتأمل بجديد؟ جل ما يمكننا تأمله أن تكون النتيجة ذاتها، لكن قد يتمكنوا من القيام ببعض العمليات التجميلية ليقولوا إننا نقوم بالإصلاحات، لكن أحدا لن يعتبره إصلاحات، كما لن يعطي مفعول إصلاحات ولن يؤدي إلى أي نتيجة معينة».
وأشار جعجع إلى أنه «لا يمكننا احتساب الأمور كما كانت قبل 17 تشرين 2019. لم تعد الأمور متوقفة عند اعتبار أنه إذا كان الجميع بتحالف ما ضمني أو معلن بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في تشكيل الحكومة، وبالتالي القوات ستبقى وحدها. لم يعد بالإمكان احتساب الأمور بهذا الشكل، باعتبار أن بعد 17 تشرين، الناس التي صوتت للأكثرية الحاكمة لم تعد تريدها، أصبح هناك عامل جديد على الساحة، ولو أنه لم يعط نتائج مباشرة في الوقت الحاضر، لكن أصبح هناك لاعب جديد اسمه الناس الذين غيروا رأيهم، وأصبحوا يرون الأمور على حقيقتها، وللأسف أن ذلك حصل بعد انهيار البلد، اقتصادياً».
أضاف: «هؤلاء الناس قوة شعبية لا بأس بها وتترجم إلى قوة سياسية عند أول انتخابات نيابية. أولاً وآخراً سنصل إلى هذه الانتخابات. وبالتالي يطرح السؤال حول حلفاء القوات، أولاً، على الرغم من كل شيء، القوات تحافظ على علاقة مع المكونات الأخرى الموجودة في المجلس النيابي، لكنها علاقة طبيعية وليست تحالفاً. وحليف القوات الأساسي هي الطروحات التي وضعت بعد 17 تشرين، وأقولها بكل فخر، إننا طرحناها كل يوم ونحاول يومياً ترجمة بعضها، إن في المجلس النيابي أو مجلس الوزراء واللبنانيون جميعهم يتذكرون ذلك. والمثل الأبرز على ذلك في 2 أيلول 2019، يعني قبل شهر ونصف الشهر من بدء الانتفاضة، كنا في اجتماع اقتصادي طارئ في قصر بعبدا، لم أطرح شيئا سوى أنه يتوجب علينا جميعاً الذهاب إلى المنزل وتشكيل حكومة اختصاصيين مستقلين تقنيين كفوئين، يستطيعون انتشال البلد من المكان الذي هو فيه، وذلك قبل وقوعه. وبالتالي حليفنا الرئيسي هو هذا الطرح السياسي الذي تبين أن كثر من اللبنانيين يؤيدونه والذي ترجم في الشوارع والساحات بعد 17 تشرين».
ورفض جعجع نظرية أن «ابتعاد القوات عن الساحة السياسية سيؤدي إلى تقوية المنظومة الحاكمة»، وقال: «انني لست مع هذه النظرية إطلاقاً، لأن رأي الناس بهذه السلطة بعد تمكنها من الحكم في خلال السنوات الأربع اختلف انطلاقاً مما فعلوه في الساحات والشوارع وما يقولونه في منازلهم وما الموجود في قلوبهم. وبالتالي، أنا ضد نظرية إذا تركناهم وحدهم سيتمسكون أكثر وأكثر بالسلطة، وسيتمكنون من التأثير على الناس، لأنه لا سمح الله لو هذا هو الواقع، بعد كل ما حصل يعني على الدنيا السلام. فإذا كان بإمكان هذه السلطة من التأثير على الناس كما في السابق، يعني أن هناك عطبا أساسيا في مكان آخر في لبنان وبرأيي هذا الأمر غير وارد».
وأوضح جعجع أن «القوات ستمنح الثقة للحكومة الجديدة وفق المعيار الذي تنتهجه منذ أكثر من 4 سنوات، وهو في الوقت الحاضر أنه لا ثقة لدينا بكل صراحة بالأحزاب الرئيسية المتمسكة بالسلطة على خلفية النتيجة التي وصل إليها البلد. وهو ليس موقفاً مسبقاً، ولدينا علاقة ودية لا عدائية مع أكثريتهم، لكن النتيجة التي وصل إليها البلد تدل على أن طريقة التصرف هذه تخرب لبنان».
ولفت إلى أنه «إذا كان هناك مسعى لأي إصلاح فعلي، فيجب تشكيل حكومة مستقلين فعلية بالدرجة الأولى من وزراء كفوئين واختصاصيين يعلمون تماماً كيفية العمل، لأن الأمر يتطلب عملاً وخطوات يومية وبسرعة في اتخاذ القرارات. فإذا تم تشكيل حكومة على هذا الشكل فللبحث صلة، لكن كما يبدو لا أمل في هذه الحكومة، لأنها بدأت التشكيل على أساس وعود للثنائي الشيعي والحزب التقدمي الاشتراكي بإعطائهم حقائب معينة، وهي أحد أسباب جمود الوضع وعدم حصول إصلاحات. أضف إلى أن يسموا هم وزراءهم. إذا، ما يحصل مع الثنائي الشيعي سينسحب على التيار الوطني الحر والآخرين. فكيف ستكون هذه الحكومة؟ في أحسن أحسن الحالات، ستكون حكومة شبيهة بحكومة الرئيس حسان دياب، ماذا نكون فعلنا؟ لا شيء سوى تضييع وقت إضافي».
وعن ربط النزاع بين رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري و«حزب الله» حول السلاح، رأى جعجع أنه «على المستوى الاستراتيجي قد تنفع الخطوة، بمعنى أن وضع البلد الاقتصادي والمالي كما هو حالياً لا يسمح بالدخول في مئة مشكلة ومشكلة، لكن على المستويين الاقتصادي والمالي لا يمكن استبعاد هذا العامل المسمى سلاح حزب الله لأسباب مباشرة»، وسأل: «هل يمكن بوجود هذا السلاح بت مسألة المعابر غير الشرعية التي وحدها تكلف لبنان بين 150 مليون و300 مليون دولار؟ وهذا السلاح يحتاج إلى موارد وهذه الأخيرة غير شرعية، فمن أين هذه الموارد؟ هي جزء من الفساد الموجود في الدولة ومحيطها».
واعتبر أن «النقطة الأهم هي أن «حزب الله» ومن أجل المحافظة على سلاحه، أقام تحالفات في الداخل مع أحزاب وقيادات قبلت بهذا السلاح مقابل مساعدة حزب الله لهم في السلطة، وهؤلاء من يقومون بالفساد في الوقت الحاضر. ولا أزال أتحدث عن الفساد هنا، لم أتحدث بعد عن الجانب الاستراتيجي لسلاح حزب الله في ما يخص الحرب والسلم، لأنه حتى في موضوع الفساد والاقتصاد والوضع المالي يساهم سلاح حزب الله بما وصلنا إليه من الناحية الاقتصادية المعيشية والمالية».
ورفض جعجع مقولة ان «الحديث عن الاستراتيجية الدفاعية في ما يخص سلاح حزب الله قد يدخل لبنان في مخاطر حرب أهلية»، ولفت إلى أن «هذا الكلام غير مقبول على الإطلاق، كل لبناني له الحق بطرح الموضوع الذي يريده ومن وجهة نظره، ولا أرى أي مخاطر، خصوصاً بوجود القوى الأمنية والعسكرية منذ بدء الانتفاضة الشعبية والتي تثبت حضورها على الساحة الداخلية».
ودحض جعجع «كل الأقاويل عن تسلح حزب القوات»، مؤكدا أنها «كذب بكذب بكذب. أحياناً يضطر الشخص إلى استعمال كلمات كبيرة لأن الكذبة تكون كبيرة والموضوع أيضاً كبير. إذا أراد أحدهم مهاجمة القوات في هذه الأيام، بماذا يهاجمها؟ هل يمكنه القول إن أحد نوابها فاسد أو أحد وزرائها فاسد؟ هل يمكنه القول إن مواقفها تتناقض مع بعضها البعض؟ في الأمس تتحدث بشيء واليوم بشيء آخر؟ في الأمس قبلت بشيء واليوم لم تقبل؟ لا شيء لديهم ليقولوه. لكن في الوقت ذاته، يسعى البعض إلى الاقتصاص من القوات، لأن وجودها يعرقل عليهم تحقيق مصالحهم، إن من ناحية الفساد أو الجهة السيادية. كيف يهاجمون القوات؟ يلجأون إلى طروحات يمكن انطلاقاً من أيام الحرب أن تنطبق على القوات. فيقولون القوات مسلحة أو تتسلح، هل يمكن أن يتسلح أحد بالسر؟ لا يتحدثون عن 200 مسلح بل عن 15 ألف، أين بالإمكان تخبئتهم؟»، ساخراً «إلا اذا استعملنا المعابر غير الشرعية ذاتها، حزب الله من جهة، والقوات من جهة أخرى. وبالتالي، كل ذلك كذب بكذب بكذب، ومن لديه أية معطيات فليضعها على الطاولة، ومن ليس لديه أي شيء ويتحدث بهذه الطريقة، سندعي عليه، لأن هذا الأمر افتراء واضح».