بين فرضيّة الإصابة ب كورونا ووقوع خطأ طبي، فُجعت مدينة صور، قبل يومين، بوفاة الطفل قاسم يحيى دياب، التي دارت حولها أسئلة عدّة ولم تُكشف معالمها كافّة بعد. فالطفل الذي كان مليئاً بالحيوية، أغمض عينيه إلى الأبد، ورحل. يبقى الموت موجعاً، مهما اختلفت أسبابه والنتائج.
تكاد العائلة لا تصدّق رحيل طفلها الصغير. شيءٌ ما يمنعنا من التسليم بحكم النهايات. قاسم، الذي عرفته صور نابضاً بالحياة ومحبّاً لها، رحل. آخر ما شعر به كان الإرهاق الشديد والوهن اللذين منعاه من المشي والوقوف، والحرارة المرتفعة. يشرح الأب أنّه “أُدخل مباشرةً إلى القسم المخصّص لمرضى كورونا في مستشفى جبل عامل، بدلاً من إدخاله إلى وحدة طوارئ عاديّة”، وعلى هذا الأساس تمّ التعامل معه. عشر دقائق، عشرين دقيقة، فثلاثين، لاحظ الوالد المفجوع، يحيى، حركةً مريبة بين الممرّضين، فكان أن أُعلم بوفاة طفله.
رفض الأب استلام جثّة قاسم قبل معاينة طبيب شرعي لها عيّنه بنفسه بموافقة المستشفى. فجاء في تقرير الدكتور عفيف خفاجة ما دحض احتمالية وفاة قاسم إثر مضاعفات كورونا، وعند الساعة الخامسة عصراً، جاءت نتيجة فحص الفيروس سلبية.
في الوقت عينه، تواصل مخفر العباسية مع الوالد، و”تمّ فتح محضر للتحقيق في القضية بأمر من مدعي عام الجنوب، القاضي رهيف رمضان”. وبينما تنتظر العائلة نتائج التحقيقات، يؤكّد الوالد أنه يريد من قضية طفله أن تتحول قضية رأي عام، وأن تكون عبرةً ومحفّزاً لمراجعة النظام الصحي اللبناني، ولكي يكون قاسم ضحيّة الخطأ الطبي الأخير، في حال أُثبتت الفرضيّة. وقال لـ”النهار”: “أتمنّى ألا أكون قد ظلمتهم وألا يظلموني”.
معلومات متضاربة وانتظار للنتائج
لسان حال يحيى دياب ومستشفى جبل عامل هو الانتظار والترقّب. القضية حساسة ولا تحتمل أخذِ وردّ وإطلاق تهم غير مثبتة. واليوم، ينتظر الطرفان صورة الرأس ونتيجة فحص الدم وفحص البول، التي قد يستغرق تحليلها والوصول إلى استنتاج من خلالها، من 20 إلى 30 يوماً. ويعتبر المستشفى أنّ أسباب الوفاة مبنية على هذه النتائج، إلى جانب تقرير الطبيب الشرعي.