ربطاً بالأزمة المعيشية والإقتصادية بدأ محمد مسعود وهو صاحب محل للفواكه والخضار في حي “البراد” في صيدا، البيع بالحبة وليس بـ “الكيلو” تماشياً مع الطريقة الاوروبية. فالعادة اللبنانية بشراء المأكولات بالكيلو صارت من الماضي والسبب ارتفاع صرف الدولار الاميركي وانخفاض قيمة الليرة اللبنانية، وانعدام القدرة الشرائية وتداعيات جائحة “كورونا”.
ويعزو أحد عمال المحل الذي يعج عادة بالزبائن، السبب الى تراجع القدرة الشرائية للمواطنين “بدأنا نلاحظ ان كثيراً من الزبائن عمدوا الى التقشف اي تقليص كمية مشترياتهم الى أقل من النصف، والبعض الآخر إستغنى كلياً عن “الكماليات” وبخاصة لجهة الفواكه، أو بات يكتفي بصنف واحد بعدما كان يشتري تشكيلة منوعة، والبعض الثالث بات يشتري بالحبة كما هو حال البطيخ”. ويتابع: “في البداية شعر الزبائن بالحرج من شراء الشرائح خاصة وان البطيخة تكون عادة كبيرة الحجم، ورويداً رويداً اعتادوا وبدّلوا موقفهم، وباتوا يقصدون المحل لشراء شرائح”.
ونار الغلاء باتت تكوي جيوب الفقراء، بعدما ارتفعت اسعار “الاكلة اليومية” الى ما يفوق قدرتهم على التحمل، فلم يعد هناك طعام معروف للفقراء في اعقاب ارتفاع الخضار بشكل لافت، بعد الفواكه واللحوم والدجاج والاسماك، فوصل سعر “الخسة” الى 4 آلاف، والبندورة والخيار الى نحو خمسة آلاف، كذلك البطاطا والبصل والملفوف وسواها، وهو ما لم تعهده هذه الفترة من العام.
ويقول أبو محمود جرادي، قصدت المتجر لان الفكرة لاقت استحساناً، فالبعض يشتري بهذه الطريقة توفيراً للمال، والبعض الآخر لأن “البطيخة” مثلاً تكون كبيرة عليه قياساً على عدد افراد عائلته او عدم قدرته على شرائها كاملة، فيفضل ان يبتاع شرائح منها كي لا تتلف، ويمكن للزبون ان يشتري بالحبة اي شيء يريده من الفواكه وكل شيء حسب سعره”، قبل ان يختم: “هذه الطريقة نموذجية للطرفين وكل يأخذ حاجته من دون اي إسراف أو تبذير”.