أنطوان القزي
دخل اسماعيل هنية الى مخيم عين الحلوة في جنوب لبنان الأسبوع الماضي دخول الفاتحين محمولاُ على الأكتاف وحوله حرس القمصان السود وعناصر “كتائب القسام” المدججين بكل أنواع القذائف الصاروخية ،لأن الزائر هو أعلى مسؤول فلسطيني يزور هذا المخيم منذ النكبة قبل 72 عاما.
ولا أحد يستطيع أن يثير الحماس مثل رئيس حركة “حماس” ، ولا أحد يستطيع أن يتحدث عن وحدة العرب حول قضية فلسطين إلّا الذي قسّم فلسطين ، ولا أحد قادر على شدّ عصب الشتات إلا الذي يهزّ أعصاب سلطة رام الله كل يوم!.
“جيت بوقتك” يا اسماعيل ، فلولا زيارتك لكنّا نسينا قضيتنا الأم ،ولكنا نسينا شعارات الستينات والسبعينات التي أحييتها في همروجة استقبالك في عين الحلوة.؟ّ
عزيزي اسماعيل، نحن نعرف أنك تخلّيت عن شعار”سنرمي إسرائيل في البحر”، ونحن نعرف أنه في عهد استئثار “حماس” بالحكم في غزة نال الفلسطينيون في القطاع من الأهوال ما لم تنله سادوم وعامورة، ونحن نعرف أن مال الأشقاء التقسيمي أمعن في شرذمة الفلسطينيين وأنت كنت الوسيلة الأبرز في هذه الشرذمة ، ورغم ذلك رحت تتساءل : لماذا ينقسم العرب؟.
تحمّل اسماعيل مشقّة السفر ليقول:”أتينا من فلسطين إلى المخيم لنقول إن فلسطين لنا والأرض لنا”. واعتبر هنية “أن مخيمات الشتات هي مخيمات الثبات ورمز القضية ومقاومة الشعب، رغم ما تعانيه من إجراءات وفقر وألم وجوع”، هل لا حظتم كلمة “إجراءات” ومن المقصود بها؟ وكأن إجراءات “حماس” في غزة جعلت أهلها يعومون على بحيرة من العسل واللبن. ونسي ما تعرض له القطاع في عهد “حماس” من إفقار داخلي ومن صراع بين الأخوة وما أمطرت عليهم إسرائيل من “الحديد البرتقالي الى أمطار الصيف إلى الشتاء الساخن والرصاص المصبوب وصولاً الى عامود السحاب والجرف الصامد”.
وخرج هنية من لقاء السيد نصرالله في الضاحية ليخبرنا “أن خيار المقاومة هو نهائي”.. والفرق ان السيّد عندما يتحدّث يحرّك إصبع البنان بينما هنية تمادى في تحريك إصبع يده الأوسط ( الصورة). وتابع هنية موضحاً: “نحن هنا نكتب عهداً جديداً عهد الرجال وعهدة الشهداء بألا نتنازل عن حق العودة هذا الحق المقدس”.
نعم جاء هنية ليهدّد إسرائيل من لبنان وليذكّرنا بأن مخيمات قوسايا وحارة الناعمة هي مخيمات الثبات والعودة.. في حين يرفض هو العودة الى رام الله مستقوياُ بالدراهم القطرية والدنانير الإيرانية…
هنية لم يكتفِ بزكزكة محمود عباس، فجاء الى لبنان كي يزكزك اللبنانيين الذين يحتاجون الى الضحك بعد نكبة ال”كورونا:” وانفجار المرفأ.
باختصار ، جاء هنية يزيّت السلاح الفلسطيني في لبنان، والأنكى أن سكان عين الحلوة أقاموا استقبالاً اسطورياً للذي ضرب وحدتهم في الداخل وجاء يتباكى على وحدة العرب في الخارج!.
عيب يا اسماعيل ، إذا كنت تريد فلسطينك، إذهب الى رام الله واعقد الخناصر مع أهل السلطة هناك بدل أن تستثير أهل الشتات إذ يكفيهم ما فيهم؟؟!.