أنطوان القزي
ليس غريباً أن نرى هذا الإندفاع الملحوظ في صفوف الجالية اللبنانية في أستراليا لمساعدة اللبنانيين في نكبتهم بعد انفجار المرفأ في 4 آب الجاري.
لن تصدّقوا كيف تشكّلت هذه الغيرة الوطنية والإنسانية بشكل غير منتظر أفراداً ومؤسسات وجمعيات ورجال أعمال وأولئك الذين حملوا فلس الارملة استكمالاً للمثل المعروف الذي انطلق أيام الحرب اللبنانية” أستراليا هي مزراب الذهب للبنان” ، في ذلك الوقت كانت التحويلات الفردية اليومية من اللبنانيين الأستراليين تبلغ مليون دولار يومياُ. وقد أنعش الإغتراب اللبناني الأسترالي قرى وبلدات بكاملها في زمن غياب مؤسسات الدولة.
لن نشكر المغتربين اللبنانيين في بلاد الكنغر لأن عنفوانهم ووفاءهم يأبيان عليهم قبول الشكر لأنهم يعتبرون أن ما يقومون به هو أضعف الإيمان تجاه أهلهم في لبنان، ولكننا من موقع إعلامي ننحني أمام هؤلاء ونرفع القبّعات لهذه المشاهد النبيلة التي رسمتها الجالية بعد انفجار بيروت، ويضيق المكان لا بل المجلّدات دون ذكر كل الذين كان لهم باع في حملة” العونة” اللبنانية التي درجنا عليها في بلداتنا وقرانا.
.
ربّما القليلون يعرفون أنّ الإغتراب اللبناني قي أستراليا هو الأول في العالم في حجم التحويلات المالية السنوية الى لبنان قياساً على عدد المغتربين المتواجدين في كل بلد.
وحجزت أستراليا سنة 2016 مثلاً المركز الثالث مع 890 مليون دولار أميركي. ولجهة النسَب فستمثّلت التحويلات من السعوديّة 20 بالمئة ومن الولايات المتحدة 16 وأستراليا 12.
أما ألمانيا فالتحويلات منها تقدّر بـ818 مليون دولار أي 11 بالمئة وهي النسبة نفسها للتحويلات من كندا وقيمتها 804 ملايين دولار.
وفي المراكز الأخرى، نجد فرنسا مع 428 مليون دولار ودولة الإمارات العربيّة المتّحدة مع 244 مليون دولار والسويد مع 233 مليون دولار وبريطانيا مع 161 مليون دولار.
واليوم نقول شكراً لكل الذين تحطّ طائراتهم في بيروت: أشقاء وأصدقاء.
والى الدولة الأسترالية ، ليس جديداً ما تقومون به تجاه لبنان، فهذه شيمتكم وهذه مروءتكم!.
وأنتم أيها الأشقاء العرب في أستراليا ، رسمتم مرّة جديدة خلف البحار ملامح النبل والمواساة والأخوّة.
ختاماً، أيها اللبنانيون في أستراليا، لكم من التاريخ أجمل تحية، ومن الجغرافيا أبهى العناوين ، لكم من أم الشراع وعروس الشرق وست الدنيا ثورة حبٍّ وقبلات طالعة من قلب الأحزان ..حيّاكم الله جميعاً