بقلم / نورالدين مدني

القضايا الإنسانية متداخلة وعابرة للقارات والأزمنة? لذلك أجد نفسي في كثير من الأحيان متضامناً مع الحملات التي تنظمها أفازAfaas بالتوقيع على المناشدالت الإيجابية التي تخدم الإنسانية والحياة والبيئة في العالم? لإيماني بأن ما يجري في العالم يؤثر بصورة مباشرة على حياتنا هنا.
قبل فترة أطلقت أفاز حملة توقيعات على عريضة لتسليمها للإتحاد الأوروبي والأمم المتحدة ولكل المعنيين في العالم في محاولة للقضاء على الجوع وإنهاء معاناة ملايين الأطفال الذين يبيتون وبطونهم خاوية? فيما يهدر الكثيرمن البشرثلث طعامهم في مكبات القمامة.
مسألة إهدار الطعام في بيوتنا وخاصة في المناسبات أصبحت للأسف عادية في مجتمعاتنا? وإن كانت هناك مبادرات طيبة محدودة نمت أيضاً تحت عنوان « بنك الطعام» تعمل على جمع الطعام الفائض وإعادة تعبئته وتوزيعه للفقراء والمساكين.
إنناإذ نساند مثل هذه الحملات الإنسانية لانقف عند أمر وضع التشريعات والقوانين التي تشجع وتنظم مثل هذه المبادرات كما تسعى أفاز? وإنمانعمل على إحياء قيم وممارسات التكافل والتراحم الموجودة أصلاً في قيمنا الدينية والأخلاقية.
إنها سانحة طيبة لأن نجتهد في دعم مثل هذه المبادرات الإنسانية كل في حدود استطاعته وما تيسر له من فائض الطعام كي يقدمه للأقربين? خاصة في الجوار وعدم الإنتظار حتى يطلبوا العون.
أن التضامن الإنساني مع الحملات الدولية واجب أخلاقي يفرض علينا المشاركة في دعمه? لكننا نرى أن الأولى أن نبدأ بأنفسنا لوقف مسألة هدر الطعام الفائض الذي يمكن أن يسد حاجة بعض الذين يعيشون معنا وحولنا دون أن نحوجهم لمد يدهم.
و نرى أن تتسع حملة عون الأقربين لتشمل جمع الملابس الزائدة عن الحاجة خاصة ملابس الأطفال التي لم تعد تستعمل لتقديمها لمن يحتاجها لأطفاله .
ربنا يديم الرحمة بيننا جميعاً.