ابراهيم الزعبي
استغرب هذه الضجة الكبرى القائمة نتيجة ما حصل لأيا صوفيا ، ضجة لا سبب لها ولا مبرر ، فاردوغان لم يخض المعارك ولم يوجه الجيوش ولم يخرج من بلده ولم يعلن حربا على احد ، كل ما فعله الرجل انه تصرف بملك من املاك الدولة التركية بقانون طرح على مجلس النواب التركي المنتخب من قبل الشعب التركي بطريقة ديمقراطية كما وافقت المحكمة التركية العليا على ذلك. الموضوع انتهى ببساطةعلى صعيد حكومات العالم الغربي ولكن فقط لفترة محدودة ولم يعره احد اي اهتمام الآن اللهم الا حكام الدول العربية والاسلاميه الذين اثبت لهم هذا الحدث مدى ذلهم وحقارتهم ودناءتهم لانه فضح صمتهم وسكوتهم على احتلال المسجد الاقصى وعن تدمير المساجد سابقاً في العراق وايران وسوريا وفلسطين التي حُوِّلَت فيها معظم مساجد المسلمين الى خمارات ومراقص ، ولعل اهم مثال على ذلك هو مسجد مدينة صفد المحتله الذي تحول الى وكر للدعارة وممارسة الشذوذ ، ثم لا ننسى عشرات المساجد التي هدمها السيسي بحجة انها بنيت من دون ترخيص واغلاقه الزوايا والمدارس الدينيه بحجة انها تدرس الارهاب .وعشرات المساجد التي دمرها نظام الاسد في سوريا … كذلك سكوتهم عن مجازر الايغور ومسلمي الصين -المسلمون وكذلك شعوب العالم العربي المسحوقة الذليلة التي وجدت في هذا التصرف التركي نصرا عظيما وفوزا كبيرا لانه اغاظ حكامهم ورؤساءهم وفضح ذلهم ونذالتهم ، والذي اعتبروه ايضاً انتقاما من الحكومات الغربية الصليبية التي اعلنت الحرب على الاسلام والمسلمين وقتلت منهم الالاف وهجرت الملايين بعد حادثة الحادي عشر من سبتمبر أيلول الشهيرة وبعد ان دمرت بلدانهم واغتصبت نساءهم وذبحت ابناءهم بحجة القضاء على داعش وبعد تقسيم الكثير من بلدان العرب بموافقة اذنابهم وعملائهم كالعراق والسودان واليمن وقريبا مصر وسوريا فعلوا كل هذا والشعوب العربية المسحوقة الذليلة تنظر بشزر واشمئزاز لتأتي قصة ايا صوفيا وتوقظ فيهم المرؤة النائمة والعزة المدفونه فظنوا خاطئين ان ما حدث لايا صوفيا هو نوع من انواع الانتقام واعادة الاعتبار كما فهموا ذلك جهلاً ، غير ان الدول الغربية لم تعر هذا الامر كثير انتباه لأن مايجري في تركيا بالنسبة اليهم هو شان تركي بحت سار حسب القوانين الديموقراطية الاصيلة ولا يقدم ولايؤخر بالنسبة لمخططاتهم وبرامجهم التي رسموها للمسلمين والعرب ، ويعرفوا تماما ان الانتقام من تركيا سيحدث عاجلا ام آجلا فالغرب يسجل ولكنه لا يسامح ولا ينسى خاصة انه زرع حكاماً عرباً هم رهن اشارته وطوع بنانه سيقفون معه ويضعوا بترولهم وثرواتهم واراضيهم وجيوشهم ساعة يتحرك لضرب تركيا .ان المطلوب من الشعوب العربية والاسلامية الآن هو التفكير بما بعد آيا صوفيا والتحرك السريع والعمل الجاد والتضحية بالملايين لتغيير هذه الانظمة العميلة الضالة المضلة لتكون بلادهم في المستقبل بمأمن وامان وحتى لا ينقض الغرب على تركيا وعلى كل من تسول له نفسه اكل الثورالاسود بعد ان أكل كُل الثيران.