بقلم رئيس التحري أنطوان القزي

قال اللواء جميل السيّد على شاشة الجديد قبل ساعات من تظاهرة 6 حزيران ( يوم السبت الماضي) وباللغة العامية: “بْقول لكل سياسي،اذا كان المتظاهر على الطريق تحت بيتك وحِكي كلمة بحقّك، قوصو رصاصة من الشباك، لأن

اللي عم بيقومو فيه مش ثورة لكن هيدا زياح وشرشحة”.. وعلى ذات الشاشة أي شاشة الجديد، عندما سُئل السيّد عن ثروته ومن أين لك هذا؟ انتفض غاضباً وفقد أعصابه وأطلق كلمات نابية تحت الهواء لا تليق بسياسي!.

هذه صورة من بيروت في وقت يشهد العالم، كل العالم تظاهرات ضد العنصرية وضد التفرقة وضد التمييز بين الأعراق والألوان ، وفي وقت يسير فيه رؤساء ووزاء ونواب في صفوف هذه التظاهرات.. نسمع نائباً من عندنا يُفترض أنه يمثّل الشعب، يدعو لإطلاق النار على هذا الشعب لأنه يسيرأمام بيته وتحت شباكه:”قوّصو وأنا مسؤول عن كلامي”؟!!. فعلاً كلام اللواء يرفع الرأس فلا طالبان ولا الخمير الحمر في فيتنام ولا حتى حركة الشباب في الصومال ولا البوكوحرام في نيجيريا “وصلت الى هذه المواصيل”!.

 

وفي اليوم الذي كان فيه رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، يشارك في تظاهرة بالعاصمة أوتاوا، الجمعة 5 يونيو/حزيران 2020، وذلك للتنديد بمقتل المواطن الأميركي ذي البشرة السوداء جورج فلويد، بسبب طريقة اعتقاله العنيفة من قِبل عناصر في الشرطة، حيث جثا ت على ركبته، في إشارة لرفضه العنصرية.

في هذا اليوم كان نائب لبناني يمارس العنصرية على مواطنيه وعلى فقرهم وجوعهم وتعاستهم، وبدل أن يسير معهم ويشاركهم مأساتهم يبدو أنه يريد أن يتخلّص من اللبنانيين الجائعين كما يتخلّص “كورونا” من كبار السن.

.

بعد التظاهرة لم نسمع تعليقاً من السيّد على ما حصل في عين الرمانة – الشياح وفي بربور – المزرعة وفي الطريق الجديدة وفي الخندق الغميق ، فكل هذا لا يعنيه ،لأن ما يعنيه هو أن يكمّ أفواه الجائعين اذا مرّوا قرب بيته خوف أن يسألوه”من أين لك هذا”؟!.

أيها اللبنانيون، النائب الذي يحضّرونه ليكون رئيس مجلس النواب في بلادكم هو صاحب شعار “قوّصو من الشباك”.. فلا تنسوا هذا الإسم وهذا الشعار”؟!.