يحظى مسلسل “أولاد آدم” بإعجاب المشاهدين، واستطاع أن يحجز مكانة له ضمن المسلسلات الناجحة في السباق الرمضاني لهذا العام، بتقديمه جرعات درامية عالية عبر شخصيات تلامس الواقع وأحداثه الخالية من الملل. يسلّط الضوء على الفساد الذي ينخر الأجهزة الأمنية في لبنان، واستغلال المناصب عبر علاقة تجمع بين الدركي بسام الذي يؤدّي دوره الممثل طلال الجردي واللص السوري “النشال” سعد والذي يؤدي دوره الممثل قيس نجيب الشيخ، فيساعده بسام بتصريف أجهزة الهواتف الخلوية التي يسرقها، ويتقاسمان الغنيمة ليظهر رجل الأمن شريكاً في السرقة.

يمثّل طلال الجردي شخصية الدركي أو رجل الأمن الذي يستغل منصبه لكسب المال عبر تسهيل إدخال الحشيش لإحدى السجينات، حيث يساعد الراقصة مايا التي تؤدّي دورها الممثلة دانييلا رحمة والتي تعرّف إليها في أحد المرابع بإدخال الحشيشة إلى شقيقتها الموجودة في سجن النساء بتهمة قتل زوجها، ويطلب منها مبلغ ألفي دولار ليؤمّن لشقيقتها داخل السجن الطعام الجيد والسجائر والاغطية النظيفة، كما يطلب من نجمة وهي إحدى الحارسات داخل السجن وتعمل لحسابه أن تحاول استمالة إحدى السجينات بسيجارة أو قطعة حشيشة أو “طبخة طيبة”، ويظهر مدى التجاوزات والتساهل داخل السجون في لبنان عبر الحوار الذي يدور بين باسم وسعد الذي يقول إنّه سجن قبل ذلك مرتين وأن السجون في لبنان نزهة: “الحبس هون شوكولاته مو متل عنّا”.

اللافت أنّ القوى الامنية في لبنان حتى الآن لم تسجل أيّ اعتراض على ما ورد في المسلسل من إظهار رجل الأمن بصورة الفاسد والمرتشي وشريكاً وصديقاً للص.

يلمح المسلسل أيضاً إلى استغلال القضاة لمناصبهم عبر القاضية ديما التي تؤدي دروها الممثلة ماغي بوغصن والتي رغم نزاهتها، إلا أنّها تضطر لاستغلال منصبها للتغطية على شقيقها المدمن والمطلوب للقضاء، فتهرّبه إلى فرنسا حتى لا يحاكم، إضافة إلى أنها هي الأخرى متورّطة في حادثة دهس طفل وهي في حالة سكر وكي تكفّر عن ذنبها تتكفل بمصاريف علاجه من دون أن تعترف لوالدته أنها هي التي دهسته.

من الأمور التي يطرحها المسلسل خفايا الصراعات والحروب بين الإعلاميين والتنافس على المناصب عبر شخصية غسان الاعلامي “النسونجي” والتي يقدّمها الممثل مكسيم خليل والمتزوج من القاضية ديما ويقيم علاقات نسائية متعددة من بينها علاقة مع صديقة زوجته ويطلب من صديقه سحب محادثات زميلته في القناة التي يعمل فيها ليعرف ماذا تقول عنه وعندما يعاتبه صديقه على ذلك يقول له: “الدنيا غابة والوسط الاعلامي كلّه بيطق براغي لكلّه”.