بقلم رئيس التحرير/ انطوان القزي

ما حصل ليلة أمس الأول السبت في بيروت يضاف الى سلسلة الزلازل التي تعرضت لها المدينة عبر التاريخ. ففي7 أيلول سبتمبر ستة 551 م. شهدت مدينة «بيروت ومدن لبنانية تسونامي مدمراً، حيث وقع زلزال شديد (بقوة تقديرية بلغت 7.5 درجة على مقياس ريختر) قُبالة سواحل المدينة؛ مما أدّى إلى مقتل نحو 30.000 شخص في بيروت لوحدها، و قد أثر الزلزال أيضاً على مُعظم المُدن الفينيقيّة في لُبنان و شمال فلسطين و غرب سوريّا.

 وعقب الزلزال، انسحبت مياه البحر المُتوسط مئات الأمتار وسط دهشة سُكّان الشاطئ الذين كانوا مصابين بالذعر بسبب الزلزال، قبل أن تضرب الساحل اللبناني موجات المدّ البحري «تسونامي» حاصدةً المزيد من الضحايا. وكانت أكثر المُدن تضرُراً حينها، البترون و صور و طرابلس و بيروت و القيصرية.

وحدثت زلازل أخرى في بيروت أعوام 494م و 502م و 529م و 543م. أما زلزال عام 551م فكان مدمرا إذ دمر بيروت تدميرا عظيما.

وفي العام 1759 ضرب ضرب الزلزال مجدداً بيروت ووصل إلى دمشق ما أدى حينها إلى مقتل نحو 40 ألف شخصاً (وفقاً للتقريرات). كذلك تعرضت بيروت لزلزال آخر سنة 1261 ، أما أحدث زلزال عرفه لبنان فكان زلزال العام 1956.

الى أن جاءت الزلازل البشرية في الأسابيع الأخيرة لتجتاح بيروت. ولم نعد نفهم من مَع الحراك ومن ضده، ومن له مطالب ومن ليس له، ومن هو الحراكي الحقيقي ومن هو المندس.

كلهم يتتفضون ويطالبون ويهدّدون وكلّهم ناقمون ولكن «هل كلّهم لديهم ذات النوايا والأهداف»؟.

لم يبقّ أحد دون أن يتطاول على تلك المدينة، «كلّهم بلّوا أيديهم بها» من الناقورة الى العريضة ومن المصنع الى فقش الموج، وكل واحد لأسبابه وحساباته وسياساته وكأن بيروت هي الزانية الوحيدة في هذا العالم.

في زلزال ليلة أمس الأول السبت، تحوّل المشهد الى مكان آخر، رأينا بيروت تبكي وتنتحب وأجراسها تُقرع ومآذنها تصدح، وكلّهم يرجمونها، كما رجمها الغرباء والأعداء والفاتحون على مر العصور.

لماذا يقتلعون الأشجار ويقتلعون بلاط الأرصفة، فهل هذه ملك للمسؤولين الفاسدين أم للمواطنين جميعاً، لماذا يحطمون واجهات المحلات عشوائياً، اليست هذه المحلات لمواطنين مثلهم يعانون ويصرخون؟.

لم نعد نعرف حابل الحراك من نابل التخريب، وأخشى ما نخشاه أن يتم إجهاض الحراك وأهله لا يدركون.

بالإذن من «ست الدنيا» ونزار قباني وماجدة الرومي. وبالإذن من «أم الشرائع» وبالإذن من عروس الشرق. .. دعونا نزلزل بيروت بأيدينا هذه المرّة كي نغرق معها لأننا لا نستحقها.