بقلم رئيس التحرير / انطوان القزي
من زمان هزُلت، من زمان انفضح المستور وما بقي إلّا القشور.. ومن حظ الحيتان في لبنان ان الثوّار مهذّبون جداً، ومن حظ السياسيين ان المنتفضين طوّلوا الحبل كثيراً.
تظاهرات أمام شركة الكهرباء ولا كهرباء، إعتصامات أمام المصارف ولا مال، وقفات أمام وزارة الاتصالات والصوت لم يصل.
يطردون الرؤساء والوزراء والنواب من المحلات والساحات والمقاهي ولا أحد يفهم الرسالة.
قطعوا الطرقات واعتصموا وصرخوا و«تجرجروا» في الشوارع وكأنهم على كوكب بعيد عن مرأى ومسمع السياسيين.
حرموا لبنان من صوته في الأمم المتحدة لقاء مبلغ لا يساوي فاتورة عشاء أو رحلة ترفيهية فتساجلوا وتبادلوا الإتهامات و«كل واحد يرميها على الآخر»، وبين وزارتي الخارجية والمالية ضاع الصوت وكذلك المسؤولية؟!.
قالوا ان القضاء بالمرصاد ولن يسكت، ولم نسمع عن استدعاء أو توقيف أو تحقيق إلا ما يتعلق بالكيديات وباتت ثنائية غادة عون وغسان عويدات تمثّل كباشاً لا علاقة له بميزان العدالة، وبدل أن يهتموا بحقوق الناس تراهم يخوضون حرب صلاحيات:مَن يستدعي ومَن يقرِّر ومن يحكم ومن يوقف على ذمة التحقيق وّمن يُطلق بكفالة؟!..
يقولون انهم يمثلون الشعب وشتان ما بين التمثيل والتمثيل!
يماطلون ويُمعنون في تجويع الناس، والمستشفيات والمدارس على حافة الإفلاس والإقفال. وعاد ت طوابير الخبز والبنزين والغاز تشق طريقها الى المشهد اليومي.
ويقف المواطنون أمام المصارف ليشحذوا مالهم وجنى أعمارههم.
.. نعم الثورة لا تزال مهذّبة ومهذّبة جداً لأنها لم تدخل منازلهم بعد ولم تقضّ مضاجعهم وانّ ذاك اليوم آتٍ لا محالة.
تحدّثوا عن تهريب المليارات الى الخارج، ولمّا حان وقت الفضيحة كمّوا أفواههم لأنهم كلهم مرتكبون.. وهل يشهد الحرامي ضد زميله في المهنة؟!.
يريدونها مرّةً حكومة سياسية ثم حكومة تكنوقراط ثم حكومة تكنوسياسية ولا يزال الفشل يلاحقهم كظلّهم.
لأنهم ما زالوا يراهنون وبوقاحة على حكومة تكنو – حرامية..
والثورة لهم بالمرصاد ومَن يستطيع أن يحبس الماء بعد اليوم ؟!.