أنطوان القزي

 

يبدو أن اللاعب إسرائيل فولاو بات مادةً دسمة للذين يفتشون عن سبق إعلامي أو الذين يريدون تحسين وضعهم بعد تراجع الأرقام التي تتابعهم!.

في المرّة الأولى طردوه من الملاعب لأنه قال ان غضب السماء سينزل على مثليي الجنس والغشاشين والمدمنين على الخمرة!.

في المرّة الثانية هاجموا الذين دعموه في إقامة دعوى قانونية على اتحاد الرغبي!.

والمرّة الثالثة كانت يوم الأحد حين نزلت عليه السهام لأنه قال في كلمة له داخل الكنيسة التي يتبعها:” ان الحرائق والجفاف في استراليا هي غضب من الله بسبب إقرار قانون زواج المثليين وبعده تشريع الإجهاض”.

 

ماذا يريدون بعد من فولاو؟!. فهو ضحّى بالعقود الرياضية وبملايين الدولارات ليحتفظ برأيه وبما يؤمن به.

ثمّ ان هناك الآلاف من الواعظين أو الخطباء في الأماكن الدينية يذهبون أبعد مما يذهب اليه فولاو، فلماذا لا ينتقدونهم؟!.

فكم كلمة ألقيت الأحد الماضي في الكنائس والمعابد على امتداد استراليا، ولم يجد جماعة الشاشات والإذاعات إلا إسرائيل فولاو في طريقهم.

ولفتني ان جماعة برنامج ال”توداي” الصباحي على القناة التاسعة رأوا في التعليق على كلمة فولاو فرصة لتعويم برنامجهم الذي تشير الأرقام الى أنه يتراجع بشكل كبير ولهذا سيعيدون اليه نجمه السابق كارل ستيڤانوڤيتش . فهؤلاء استضافوا صباح الاثنين إعلامية لا تجيد إلّا الشتم والإنفعال حيث أفاضت بالسخرية والإهانة والتحقير ، فهل يحقّ لهم جميعاّ ان يصادروا حق اسرائيل فولاو بإبداء رأيه، وهم متيقّنون أن هناك مئات الآلاف من المواطنين يتناغمون مع رأي فولاو؟.

وكم كان مضحكاّ مشهد هذه الضيفة وهي تستشيط غضباً وتعلو وتهبط على كرسيّها مثل لعبة ال”يو يو” فقط لتقول لنا انها تعارض آراء فولاو؟!.

بعدما ضاقت الملاعب بآراء اسرائيل فولاو ها هي صدور بعض الشاشات وضيوفها تضيق بآرائه ، علماً ان هذه الشاشات كانت انخرطت بقوّة منذ أسابيع بحملة للمطالبة  بحماية حريّة الرأي.

 

..وبينما كان رجال الإطفاء يجلون مئات السكان من منازلهم بسبب الحرائق في كوينزلاند ونيوساوث ويلز  كان بعض المهووسين منصرفين للرد على فولاو.

 

قافلة اسرائيل فولاو تسير والذين يتنشقون الغبار خلفه ” سيعطسون” كثيراً لأن طريقه ما زالت طويلة، ولن يرتاحوا إذا لم”يحلّوا عن ظهره”؟!.