وديع شامخ / رئيس تحرير مجلة ‘النجوم’
الى ثوار تشرين الأحمر العراقي
الى ثوار تشرين الأحمر العراقي
يسألني جاري عن بطانية فائضة لدفن قلقله ، والآخر القانط عن عُقب سيجارة لينقش على جسده شارة الحياة .
جثث نحن … نتلاطم في بحر الأسئلة .
مسافرون في قارب الى العدم ..
ُنبحّلقُ في وجوهنا لنرى آثار الغياب .
…………
البرد قارص ، أقسى من الموت ، ُيهسهس أرواحنا في تنور مريب.
وجوهنا الزرقاء من فائق الموت ، ترنم للسؤال ،
ِلًم نحن بلا ملامح ؟؟
كنا نغني للحياة ، وننثر ورد الكلام على قارعة النهايات .
الشاب الذي يبيت في ذات الثلاجة يرسم على دموعه المتجمدة حرفا سريا لحبيبته التي ستعثر على جثته في زمن آخر .
…………
يساورني قلق شديد بأن القتله لا يتركونا ننام
أُمسّدُ على شعر الفتى الذي يناوبني سماع صراخ المشيعين .
دوي سيارات الإسعاف
هطول نوح الثكالى ..
تشعرنا بالقلق .
لا نريد الذهاب الى المقابر
ما زال في الجسد شفرة للوصول الى الجناة .
…………
أفواه ثلاجات الموتى فاغرة
ونحن نُقنّن من حضورنا لدخول الزوار .
انصاف أجساد ، جمجمة لم تكمل حلم وجودها ، أطراف عليا هامدة لا تصلح للدعاء ، أطراف سفلى كفت عن الدبيب .
ثلاجات كأنها سقر تنادي : هل من مزيد؟
…………
احتفينا بما تبقى من الإشارة
الشاب المضرج بالدم المهشم الجمجمة
رفع ساقه عاليا
الشاب المذبوح بسكين
تدلى لسانه
العجوز التي تلحفت علم العراق
سقطت أسنانها اللبنية
الشيخ الذي أغرقته خراطيم المياة الصديقة
يواصل الغرق في حلم العراق .
…………
في ثلاجات الموتى
ثمة إشارات لا تمحى
المشيعون يضلون الطريق الى أحزانهم
سيارات الأسعاف ماكرة في رصّ الجثث
صمت أخير لا يساورني
انهض بقليل من الفطنة لأتفقد الدم الحار الذي تجمّد على روحي
بقليل من الحكمة
أدعو المشيعين لحفر قبور تليق بنا
قبر يشعرني بسعادة الموت فرداً
لا أُفضل الموت بنصف جثة ..
لا أحب الموت بلا أطراف
كيف أقص على ربي فجيعتي المبكرة ؟؟