كلمة رئيس التحرير / انطوان القزي OAM
يوم الأربعاء الماضي توفي العداء الأميركي توماس ستانلي قبل خطّ النهاية في الماراتون الذي كان الأوّل فيه بعد أن تعرّضه لصدمة برق مفاجئة!
وصُدم المتفرّجون في ولاية كنساس الأميركية لهذا الحادث المأساوي!.
كان الطقس ممتعاً لكن العاصفة ضربت المنطقة دون سابق إنذار!.
اللبنانيون يشاركون في ماراتون مستمر منذ 44 سنة، تحمّلوا كلّ أنواع الطقس وكل أصناف الحكومات وذاقوا الحلو والمرّ، وكلّما أجتازوا عهداّ يقولون:» اقتربت النهاية»..
استمرّ اللبنانيون في الماراتون بينما انهار كثيرون غيرهم في الشرق الأوسط وسقطوا في منتصف الطريق!.
اللبنانيون منذ ثلاث سنوات تنفسوا الصعداء وكادوا يبلغون خط النهاية ولكن الصاعقة داهمتهم بقوة وها هم يسقطون قبل بلوغ خط النهاية.
صحيح أنهم في الماضي وقفوا في طوابير الخبز والبنزين وتحمّلوا انقطاع الكهرباء ولكنهم لم يكونوا يتذمّرون لأنهم كانوا يدركون انها ضريبة الحرب وأن المعاناة عادة تواكب الحروب حتى انهم كانوا يومها يعيشون في بحبوحة معقولة.
أمّا اليوم فقد تحوّل الطقس الجميل الى عاصفة داهمتهم في زمن السلم والربيع الموعود وتحوّل شروق الشمس إلى كسوف، وما يحزّ في قلوب اللبنانيين أنهم عادوا يقفون في الطوابير ولا حرب موجودة ولا قذائف تمرّ فوق رؤوسهم، يقفون في الطوابير وجيوبهم هذه المرّة خاوية ومعظم أولادهم تطردهم المدارس وهم يتساءلون:» تجاوزنا كلّ تلك المحطات السوداء وكم كنا نعضّ على جراحنا لنبلغ نهاية النفق ، فإذا بنا نسقط عند خط النهاية بعدما فاجأتنا صاعقة برق وكنّا نظنّ أننا في يوم مشمس..
حتى الشمس باتت تخدع في سمائنا وكأنه لا تكفينا مآسي أهل الأرض»!؟.
مساكين اللبنانيون، يتبعون السراب والسراب يهرب من أمامهم في ماراتون قاتل قاتل..