بقلم رئيس التحرير / انطوان القزي

لم تعد الزيارات المكوكية الى بيروت التي يقوم بها دايفيد ساثرفيلد ودايفيد شينكر لترسيم الحدود بين لبنان واسرائيل مهمّة، لأننا بتنا بحاجة إلى مبعوث دولي لترسيم الحدود بين بشري وبقاعصفرين في القرنة السوداء، والخلاف على المياه هو السبب. ورغم ان القصة تعود الى الظهور كلّ فترة وتثير التوتر والبيانات المتقابلة بين أهالي الضنية وأهالي بشري، لم تكلّف الدولة نفسها عناء وضع حدّ لهذا الألتباس الذي يكاد كل مرّة يفجّر صراعاً طائفياً..

وقبل ذلك انقسم اللبنانيون الذين درسوا على ذات المقاعد وفي ذات الكتاب حول جمال باشا السفّاح: منهم من يراه أنه كان نقمة و منهم من وجد فيه نعمة. ولم يعد الصراع حول جمال باشا بين الفينيقية والعروبة ، بل بات هذة المرّة بين الفينيقيين والعثمانيين وراحت العروبة ضحية الغرائز الطائفية واصبحت في خبر كان ، حتى رأينا يافطات في الطريق الجديدة وغيرها من الشوارع ترفع صور العلم التركي وصور اردوغان وتحته عبارات: اردوغان قائدنا .. حماك الله» ..وفي اليوم التالي سمعنا السيد حسن نصرالله يقول في ذكرى عاشوراء:»خامنئي إمامنا وقائدنا وسيّدنا» وكأن الطريق الجديدة تستلهم الأتراك والضاحية الجنوبية تستلهم الإيرانيين؟!.

في السياسة يحق للجميع التباري تحت سقف الوطن وفي إطار مصلحة الوطن ، والسؤال أين مصلحة لبنان في هذين المشهدين. وهل بتنا نخجل بعروبة رياض الصلح ولبنانية عادل عسيران مثلاُ. ولماذا نستمرّ في التمثيل :عيش وتعايش ولبنان الرسالة فوق الطاولات وعلى المنابر، وتكاذب وخداع ولبنان الكذبة تحت شراشف الطاولات..

ولا تظننّ أن هذا التكاذب محصور بطائفة أو مذهب دون سواه .. فالجميع ضالعون في هذه المؤامرة  ومَن ليس ضالعاً فيها فليرمِ الآخرين بحجر؟!.