بقلم رئيس التحرير / انطوان القزي

ونحن صغار، وقبل حرب السنتين المشؤومة،  تعرّفنا على مثلّث خلدة من نشرات السير عبر الإذاعات حيث كانت معاناة طوابير السيارات تسجّل رقماً قياسياً.

ونحن يافعون ، وبعد انقضاء تلك الحرب، عاد المثلّث حديث الإذاعات اليومي ليس بسبب العجقة العادية، عدة المرّة ، بل بسبب حاجز الردع الشهير الذي طبع المثلّث بطابعه، فانتقل اللبنانيون من المعاناة من السير الى المعاناة من الغير.

منذ أسابيع عاد مثلّث خلدة من جديد ولكن بطابعه السياسي ، وما كاد جناحا باشق خلدة يحلّقان بعد حادثة قبر شمون وبعد تعاطف جبران باسيل ومحمود قماطي مع المير طلال، حتى أصيب جناح الباشق الأول برصاصة صديقة وهو يمرّ في أجواء بيت الدين أثناء لقاء عون -جنبلاط-باسيل العائلي.

فاضطر ان يحلّق بجناح واحد حتى يوم الجمعة الماضي عندما أصيب  الجناح الثاني برصاصة صديقة ثانية وهو يحلّق في أجواء اللقلوق أثناء لقاء باسيل – تيمور جنبلاط ليسقط الباشق في منطقة عرب اللقلوق الذين سارعوا الى تسليمه الى عرب خلدة ليزكزكوا به المير طلال على أساس أن  العلاقة غير ودّية بين هؤلاء وقصر خلدة.

المهم ان أيام العز والطيران والتحليق ارتدّت على المير الذي يجلس دائماً في اجتماعات التيار الى يمين باسيل في حين كان تيمور الأسبوع الماضي هو الذي يجلس الى يمين وزير الخارجية في اللقلوق.

ولو كان المير قارئاً جيَدا للتاريخ لما كان نفش ريشه بشكل تسهل إصابته ، ولما كبّر الحجر كثيراً، ولما افتعل مشكلاّ جديداً في الشويفات منذ أيام بواسطة مؤيديه ضد مناصري الإشتراكي .

ولن نتحدّث عن رصاصة ثالثة جاءت من عين التينة لأن ما حصل  في عين التينة كان متوقّعاً ومعروفاً ولو أنه ساهم في الحصار المُحكم على المير.

ولا تتفاجأوا إذا أعاد مثلّث خلدة- بيت الدين- اللقلوق المير طلال الى كتلة من نائب واحد في الانتخابات المقبلة.

ولا تتفأجأوا إذا رأيتم باسيل يوماً يصطاد الأرانب في محميّة أرز الشوف الطبيعية على أن يكون الباربكيو في المختارة؟!.