بقلم رئيس التحرير / انطوان القزي
إذا لم يأتِ المحتلّ ليستعمرك، فاذهب أنتَ إليه. هذه حال أستراليا وهي تسير خلف كل الدول التي تزعج الصين!. كثيرون قد ينزعجون لأنهم يبنون على افتراضات خائبة.. والمضحك أن كتيرين لم يقرأوا تاريخ الشرق الأقصى وجنوب الباسيفيك، ولو قرأوا لأدركوا أن الغول الصيني موجود من زمان، ولم يأكل كوريا ولا فيتنام ولا كمبوديا ولا تايلند أو ماليزيا، فكيف سيبتلع أستراليا ويقفز فوق هؤلاء جميعاً؟!
نعم للصين أطماع، وأطماعها إقتصادية، وإذا كان الأمر كذلك فمصلحة أستراليا هي معها لأن الصين تستورد من أستراليا عشرات أضعاف ما تستورده منها بلاد الكنغر، فلماذا يخافون من التنّين إذن؟!.
أمّا اللحاق بالأميركيين الى هرمز فهو شأن سياسي «أبيض محض»!!
إقرأوا معي هذا الخبر بعنوان: «من فيتنام إلى هرمز مرورا بالعراق .. أستراليا خلف الولايات المتحدة»
كشف رئيس الحكومة الأسترالية سكوت موريسون أن أستراليا تنوي إرسال فرقاطة وطائرة استطلاع إلى مضيق هرمز، بما سيسهم في جعل الملاحة أكثر أمنا في المنطقة.
وزيرة الدفاع الأسترالية ليندا رينولدز بدورها شددت على أن القوة التي سترسلها بلادها إلى مضيق هرمز والمكونة من 200 عسكري، ستكون مسؤولة فقط عن سلامة الممرات البحرية هناك».
يذكر أن الجيش الأسترالي شارك في معظم الحروب التي قادتها الولايات المتحدة بدءا من الحرب العالمية الثانية، حيث خاضت حربين إحداها ضد ألمانيا وإيطاليا، والأخرى ضد اليابان، وقتل لها 39 ألف جندي، وأصيب أكثر من 23 ألف آخرين.
كما خاضت القوات المسلحة الأسترالية حرب فيتنام الضارية والدموية خلف الولايات المتحدة، وبقيت وحدات الجيش الأسترالي تحارب هناك من عام 1965 حتى عام 1972.
وقتل للجيش الأسترالي خلال تلك الحرب في أدغال فيتنام 521 عسكريا وأصيب أكثر من 3000 آخرين من إجمالي 60 ألف جندي مروا بتلك المغامرة المأساوية الكبرى.
وشارك أكثر من 17000 عسكري أسترالي في الحرب الكورية خلف القوات الأميركية وتحت علم الأمم المتحدة، وبلغت خسائرها في تلك الحرب 340 قتيلا وأكثر من 1216 جريحا.
ولم تتخلف القوات الأسترالية عن المشاركة في الغزوات الأميركية التالية، وكانت حاضرة في حرب الخليج الثانية عام 1991 وفي الغزو الأميركي لأفغانستان بدءا من 2001 ومن بعد غزو العراق عام 2003.
هل لاحظتم حجم الخسائر البشرية الأسترالية بالأرقام؟ّ!
وللعلم فقط: فالذين تساعدهم أستراليا في الحروب، لا يوفرون فرصة لانتزاع الأسواق العالمية من أمام صادراتها ، وكلّما سنحت لهم الفرصة يسحبون لقمة من فمها؟!.