بقلم نوفل حنا نوفل – سدني
وهل اصبحت الأنانية اكبر فيروس يقتل الناس من دون اَي سبب من الأسباب ،ولماذا القتل والتهجير والاجرام باسم الدين، او بأسم الحزب ،او بأسم القبيلة ، او باسم البلد ، السؤال كنّا نعيش سابقاً على أعصابنا من الخوف الكبير من العدو الاول الذي اخترعوه للامة العربية مما يقارب الخمسين عام مضى ،ونحن نعيش في الخوف من الفوبيا الاسرائيلية ، والنظام اليهودي المتصهين ، ولكن من بعد الفحص والتدقيق لقد وجدنا الواقع عكس مما نحن كنّا عليه ، والذي يحصل في هذه الايام من نكبات وغزوات عربية عربية او عربية إيرانية من دون اَي سبب او مبرر. لها ، وعلى سبيل المثال ،اذا اردنا بأن نعمل مقارنة بين إسرائيل وما بيننا نحن الدول العربية ، ومن هو سفاك الدماء الاول في دول المنقطة فأنه سنجد نحن بعض الدول العربية متفوقين على اليهود بكثير من حيث القتل والذبح والاجرام والاغتصاب والتشريد وبيع النساء، وبيع الغلمان وبيع الآثار والغنائم، هذا هو الذي يحصل فيما بيننا، نقتل من اهلنا وأخوة لنا في العروبة والأوطان والدين، ونفّجر ونهدم بيوتهم ومدنهم بيد عربية وقوة عربية عربية ، بدون رحمة او شفقه على احد، وبيد وناس منا وفينا ، فلماذا نعتب على اميركا وروسيا وفرنسا وانكلترا وإسرائيل واروبا ، ان كنّا نحن العدو الاول لأكثر الدول القريبة والبعيدة ، ونقاتل من غير اَي هدف أساسي او استراتيجي ، ولا نقاتل من اجل الحرية، ولا نقاتل من اجل بناء المدارس، ولا نقاتل من اجل بناء الجامعات ولا نقاتل من اجل بناء المستشفيات ولا نقاتل من اجل ثورة الحرية والثورة الثقافية، ولا نقاتل من اجل بناء الانسان المتخلف والمهزوم على جميع الاصعدة العلمية والاجتماعية والثقافية ، فلماذا نقاتل وما هو الهدف وما هو السبب من هذا القتال المشين، واذا انتصرنا سننتصر على من ،فجميعنا أمة عربية لغة واحدة تاريخ واحد ارض واحدة فما هو الفرق فيما بيننا ، ان كان الله واحد، الذي خلقنا متساويين في كل شيء، وجميعنا نعاني من ذات الامور والمعانات والحياة الصعبة ، لأنه الألم واحد، والشعور واحد ، ومجتمع واحد،وجميعنا نعيش في سفينة واحدة ، كل شيء ينعكس علينا وعلى مجتمعنا في آنِ واحد ، نعم نحن بأمس الحاجة للثورة ، نريد ثورة لنهز شعور ومشاعر حكاّم شعوب العالم الثالث ، والبعض من الدول العربية المجاورة، الذين عاشوا ردحاً من الزمن في غيبوبة، والأبعد عن كل انواع الحضارات التي ترفع مستوى الانسان الى القمة والمجد والعيش بسلام، والمساوات فيما بينهم ، والشيء المؤسف الذي نراه في هذه الايام وهو قتل الجنود الأبطال في مراكزهم ، لماذا كل هذا الغباء والتخلف ،الجندي الذي يؤدي رسالته ويضحي بدمه في الحروب من اجلك كامواطن، هو الذي يخدم وينفذ اعظم رسالة عند الشعوب الراقية ، ابن الوطن والذي يحمي حدود الوطن، الجندي الذي يحمي الارض والعرض ،لأنه الذي بأخذ ارضك يستولي على بيتك وعرضك ومالك ، فنحن من هنا ومن بلاد الاغتراب اوستراليا نؤدي ونرفع التحية الى جميع جنود الوطن ، ونطلب الرحمة للجنود الذين سقطوا وماتوا في سبيلنا وسبيل الوطن وكل مواطن شريف ،وايضاً نطلب لهم الراحة الابدية، وبأن يكونوا من ابناء القيامة المجيدة ، الجيش هو في طبيعته عمل مقدس، تضحية، ووفاء، ليحمي حقوق الانسان المواطن من المستعمر والمغتصب، ولكنه اصبح سلعة رخيصة وقتله حلال عند بعض الأحزاب والهراطقة المأجورين ، من هنا يجب بأن نعلم بأنه أرخص انسان هو الانسان العربي، من حيث الأنظمة، يهدرون دمه يأكلون حقوقه ، يطردوه من وظيفته ، يبيعوه او يشتروه في بعض الأحيان ، ويعيشّون اكثر الناس تحت خط الفقر وتحت ضغوط وأنظمة صعبة للغاية ،ولا فرق عندهم ما بين الحياة او الموت، ولا معنى ولا قيمة للحياة عند البعض منهم ، وقبل ان اختم مقالتي هذه ، جئت اردد هذا القول ، كل ما تحت السماء باطل الأباطيل رأس الحكمة مخافة الله ،