بقلم رئيس التحرير / انطوان القزي
مَن قال أن الدم الواحد سيسيل على امتداد 15 ألف كيلومتر في أقل من 24 ساعة.
وبين الشهداء العسكريين والأمنيين الأربعة في طرابلس وبين حسن بيضون في داروين يسيل الدم اللبناني في نهر تعدّدت ينابيعه ممزوجة بطعم المرارة والعذاب والهجرة والبحث عن الأمن واللقمة.
هناك مجرم اسمه عبد الرحمن مبسوط وهنا مجرم اسمه بن هوفمان.
هناك سقط اربعة شهداء بالرصاص وهنا سقط أربعة ضحايا أيضاً بالرصاص.
هناك القاتل كان سجيناً واطلقوا سراحه، وهنا المجرم كان سجيناً واطلقوه.
ولكن هناك وقبل ان يبرد دم الشهداء بدأ السياسيون معركة خبيثة وازدحمت خطاباتهم بعبارات:» كيف ولماذا ومن المسؤول « وكلّها من باب الكيدية والزكزكة السياسية وليس من باب الترحّم على الشهداء، واشتعلت بين ميرنا الشالوحي وقريطم ووزارة الدفاع ومديرية الأمن الداخلي وصولاً الى الجاهلية قبل تشييع الشهداء.
أمّا هنا فوقف السياسيون بعد مجزرة داروين بصوت واحد وموقف واحد وكما تحدّث رئيس الوزراء سكوت موريسون من لندن، تحدّث زعيم المعارضة انطوني البانيزي من سدني ولم يرفع احد إصبعه ليشير الى الآخر، حتى أن الكلام الذي كتبته الصحف الأسترالية عن الضحية حسن بيضون يجعلنا نشعر كم هو الإنسان إنساناً في أستراليا لنلمس الفرق كيف تقارب الصحف حرمة الموت بينا الهنا والهناك؟!.
ذهب حسن فرحات وجوني خليل وابراهيم صالح ويوسف فرج الى الفيحاء ليبحثوا عن أمان المواطنين، وعادوا محمولين، وهاجر حسن بيضون الى داروين وهو الخريج الجامعي ليقود سيارة أجرة بحثاً عن مصدر رزقه وعاد محمولاً..
وبين البحث عن الأمن والبحث عن اللقمة ضرب الوجع عميقاً في قلوب اللبنانيين ليوحّد الإقامة والإغتراب حتى في الموت..
إنه قدرنا.
رحم الله ارواح الشهداء الخمسة وجعل دماءهم عبرة لمسؤولي لبنان، إذا اعتبروا؟!.